للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال عمر: فلمَ نعطِ الدنيّة في ديننا إذن؟ .

فلم ينكر النبي الأعظم - صلى الله عليه وسلم - على ابن الخطاب معارضته القوية الصريحة ولم يعنّفه على هذه المعارضة بل حاول إقناعه بسلامة تصرفه - صلى الله عليه وسلم - حينما وافق على هذه الشروط التي تراءَى للفاروق أنها مجحفة بالمسلمين، فقد أَبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - عمر بأَنه لا يفعل إلا ما فيه مصلحة الإِسلام والمسلمين وبالتالي لا يتصرف إلا بأمر من الله حيث قال - صلى الله عليه وسلم - جوابًا على معارضة الفاروق: "إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري".

وحتى بعد ذلك الجواب النبوي الرفيع المقتضب، على تلك المعارضة الفاروفية العنيفة، لم يضق صدر سيِّد البشر لاستمرار ابن الخطاب في المعارضة ومناقشة الرسول واستجوابه، حيث واصل المناقشة حول الموضوع نفسه قائلًا؛ وبتلك الصراحة التي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكبرها في عمر لنزاهة الدافع لها في كل مناسبة: "أَوَ ليس يا رسول الله كنت تحدثنا أَنَّا سنأْتي البيت ونطوّف به"؟ .

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - في هدوئه المعروف -: بلى. أَفأَخبرتك أنّا نأْتيه هذا العام؟ .

فقال عمر: لا.

فقال - صلى الله عليه وسلم -: فإنك آتيه ومطوّف به.

وكان الفاروق قد اتصل بوزير النبي الأول أَبي بكر الصديق وأَعرب له عن معارضته لتلك الشروط وعدم استساغته لها حيث قال لأَبي بكر كما تقدم:

أَليس هذا نبي الله حقًّا؟ .

<<  <  ج: ص:  >  >>