للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بينما هو في الحقيقة لا يعدو أكثر من موافقة الرسول القائد على تأْجيل مباشرة حق سنة واحدة. . حق كانت قريش - إلى ما قبل إبرام هذا الصلح - ترفض الاعتراف به.

فكأَنَّ قريشًا بإبرامها هذا الصلح قد وقعت على الاعتراف بحق للمسلمين كانت ترفض الاعتراف به وتقسم الأَيمان الغليظة بأَنها لن تمكِّنهم من مباشرته أَبد الآبدين.

ولهذا خرجت من مكة إلى منطقة الحديبية بكل ما لديها من قوة لتبرَّ بهذا القسم الآثم وتجبر المسلمين على العودة من حيث أتوا دونما أيّ قيد أَو شرط أَو دخول في أَية مفاوضة.

ولكنها عندما رأت تصميم المسلمين على البقاء في الحديبية وأَن ذلك قد يؤدِّي إلى صدام مسلح قد يكون فيه تحطيم كيانها إلى الأَبد، وخاصة بعد المبايعة تجت الشجرة والتي لا تعنى سوى الاستنفار العام واستعداد المسلمين لخوض المعركة إذا لم يكن منها بدّ. ورأَت قريش -كما هو قرارة نفسها- أن لا طاقة لها بمقاومة المسلمين إذا ما اضطروا للهجوم، لذلك انحنت للعاصفة، فرجعت عن يمينها، فوافقت على أن يدخل المسلمون مكة للعمرة، ولكنها - كستار لتراجعها الذي هو عين الاندحار طلبت أن يكون ذلك في العام القادم.

فصح بهذا يقينًا أن الذي حصل على الكسب الحقيقي والنصر المؤزّر في هذه القضية الخطيرة التاريخية المعقدة إنما هم المسلمون- لا المشركين.

ولقد اعتبر الخبراء العسكريون والسياسيون القدامى والمعاصرون. اعتبروا رجوع النبي - صلى الله عليه وسلم - بأَصحابه على تلك الصورة وبعد الظفر بتلك

<<  <  ج: ص:  >  >>