للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في مجال التآمر والغدر والتواطؤ مع الوثنيين على ضرب المسلمين والإطاحة بهم.

وعرض المؤلف لأهمية خيبر وخطورتها (في ذلك العهد) على الإسلام والمسلمين، ولا سيما بعد أن نزح إلا من يثرب يهود بني النضير الأغنياء الأقوياء الذين هم (بين اليهود) في منزلة السادة والأشراف.

وقد تحدَّث المؤلف في شيء من التفصيل المفيد عن كيف تحولت خيبر إلى قاعدة خطيرة للعدوان والتآمر على الإسلام والمسلمين، وكيف كانت هي المُخَطط والمدَبّر والمنطلَقَ الحقيقي لغزوة الأحزاب الرهيبة التي كادت قوات الأحزاب المتحالفة فيها أن تعصف بكيان المسلمين وتقتلع جذور الإسلام كليًّا لولا عناية الله تعالى التي أنقذت الإسلام والمسلمين بمعجزة.

كما فصَّل الأسباب التي جعلت النبي - صلى الله عليه وسلم - ينتهج سياسة الشدة في معاملة هؤلاء اليهود، ويقرر نقل المعركة إلى عقر دارهم في خيبر لتصفيتهم تصفية نهائية عن طريق الحرب، بعد أن تأكد لديه أن اللين والتسامح مع هؤلاء اليهود لا يزيدهم إلا جرأة في مجال الغدر والعدوان والتآمر على المسلمين.

ثم شرح المؤلف بشيء من التفصيل المرغوب المعارك التي دارت للاستيلاء على حصون خيبر، وأثبت بالأسانيد أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان قمة في الشجاعة والإقدام، وقدوة في التسامح والرحمة، وأن صحابته -عليه الصلاة والسلام- كانوا نماذج نادرة في التاريخ كله من حيث الصبر والطاعة والإيمان والشجاعة. وأثبت كذلك أن القلة المؤمنة الصابرة تغلب الكثرة الكافرة. فلم يخض المسلمون تحت قيادة محمد عليه الصلاة والسلام معركة إلّا كانوا قيها قلة مؤمنة منتصرة. ولم يطمس المؤلف الحقائق التي عرفت عن يهود خيبر من حيث شجاعتهم واستماتتهم في الدفاع عن حصونهم، وإنما شرح ذلك بأسلوب صادق صريح جعل للمعارك أهمية ورونقا وطعمًا.

ولكم تمنيت أن يصل هذا الكتاب وكتب الأستاذ باشميل الأخرى إلى أيدى ضباطنا وجنودنا في الجيوش العربية كافة، ليطلعوا على صحائف

<<  <  ج: ص:  >  >>