الغدر القرظية من أهوال وويلات وزلازل جعلت المدينة بإسلامها ودمائها وأعراضها وأموالها في مهب العاصفة .. ما كان ليحدث لولا خيبر التي انبعثت منها وحدها شرارة كل تلك الأهوال والمصائب التي حاقت بالمسلمين في المدينة.
وحيث أن قطع ذنب الأفعى مع الإِبقاء على رأسها لا يعني شيئًا لمن يريد حماية نفسه من خطر هذه الأفعى القاتلة، فإن إتباعه الرأس الذنب أمر لا بد له من الإِقدام عليه.
وعلى أساس هذا المنطق السليم قرر النبي - صلى الله عليه وسلم - القيام بغزو خيبر ليتبع ذنب الأفعى رأسها، فنسف آخر وأخطر معقل لليهود الدخلاء في جزيرة العرب باحتلاله منطقة خيبر في أوائل السنة السابعة من الهجرة.
ثم تداعت بعد سقوط خيبر بقية الأوكار اليهودية في فدك وتيماء ووادي القرى، فوقعت جميعها في أيدى المسلمين.
وبذلك تخلصت جزيرة العرب من داء أخطر غدة سرطان كانت تفتك طيلة قرون عديدة بكيانات الشعوب التي كان يواطنها هؤلاء اليهود الدخلاء.
ولعل في الدور الرئيسى الذي قامت به العقيدة الإسلامية في مجال الانتصارات الساحقة التي حققها في خيبر ألف وأربعمائة من المسلمين ينقصهم كل شيء إلَّا الإيمان على أربعة عشر ألف مقاتل من اليهود وأحلافهم الذين لا ينقصهم أيّ شيء يحتاجونه لكسب الحرب سوى الإيمان .. لعل في تفهم المسلمين -والعرب خاصة- لدور العقيدة الرئيسى هذا حافزًا يحفزهم على العودة إلى ربهم والتمسك بالعقيدة الإسلامية الصادقة .. هذا التمسك الذي بدونه يستحيل عليهم بلوغ ما يصبون إليه ويتوقون من عزة وكرامة واستقرار وانتصار.
نسأل الله تعالى أن يلهمنا جميعًا الرشد ويجنبنا مزالق الانحراف لنسير على