للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو التزم يهود بني النضير الهدوء والسكينة وأقلعوا عن ممارسة التآمر ضد المسلمين ونصحوا بنى دينهم في خيبر بذلك لكان خيرًا لهم.

ولكن الأحلام السوداء. . أحلام العودة إلى يثرب والسيطرة عليها من جديد التي زادت (باستيطانهم خيبر القوة والمنعة) مداعبتها لمخيّلاتهم. . لم تترك (لحيى بن أخطب وسلَّام بن مِشْكمَ وكنانة بن أبي الحقيق وأمثالهم من سادات بني النضير) الفرصة للتفكير في اختيار طريق السلامة، طريق السكينة والهدوء والإقلاع عن ممارسة الكيد للإسلام والتآمر على كيان المسلمين.

لذلك لم يكد يستقر بيهود بني النضير المقام في خيبر حتى عادوا (بصورة أوسع) إلى تدبر خطط التآمر على الإسلام والمسلمين.

فأخذوا يعدون العدة لجولة كبرى ضد المسلمين (يكون منطلقها خيبر) لعلهم بهذه الجولة يطيحون فيها بالإسلام ويهدمون سلطان المسلمين في عاصمتهم المدينة، فيعود لهؤلاء اليهود سلطانهم اللاشرعى عليها من جديد.

ولكن الله غالب على أمره فقد فشلت كل مخططات العدوان التي وضعها هؤلاء اليهود في خيبر، بل إن يهود بني النضير بمخططاتهم العدوانية هذه قد أحلوا قومهم (أهل خيبر) دار البوار بسبب إغرائهم وإقناعهم بجعل مدينتهم وكرًا للغدر بالمسلمين والعدوان عليهم.

لقد كان زعماء يهود خيبر يدركون ولا شك خطورة تحويل المنطقة التي يسكنونها إلى قاعدة جديدة للعدوان والتآمر على المسلمين كما يريد ذلك حيى بن أخطب وسلام بن مشكم وغيرهم من زعماء يهود بني النضير المنفيين من المدينة.

وليس ببعيد أن يكون القلق قد ساور زعماء اليهود في خيبر من أن تتعرض منطقتهم لغزو كاسح من قبل المسلمين قد يطيح بالكيان اليهودى فيها إلى الأبد كعمل تأديبى وإجراء وقائى يقوم به المسلمون إذا قبل يهود خيبر أن تصبح منطقتهم متنفسًا لأحقاد يهود بني النضير ومنطلقًا لعدوان يهدد سلامة المسلمين وأمنهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>