وكل هذا لا يعني أن يهود خيبر لا يرغبون في تدمير المسلمين وهدم كيان الإسلام.
كلا. . فاليهود كلهم ملة واحدة وهم سواء من حيث البغض للإِسلام والرغبة في الإطاحة بالمسلمين في يثرب.
ولكن قد يكون مصدر شعور يهود خيبر بالقلق (إذا ما وجد هذا الشعور) إنما كان خوفهم من أن تفشل مخططات العدوان على المسلمين فيكون ذلك مجلبة لنكبة تكون فيها نهاية يهود خيبر الذين (حتى استيطان يهود بني النضير لبلادهم) لم يكن بينهم وبين المسلمين أي حرب أو نزاع مكشوف كما هو الحال بالنسبة ليهود يثرب.
ولم أر في كتب التاريخ أن يهود خيبر قد عارضوا زعماء بني النضير في أن تكون خيبر منطلقًا للتآمر وقاعدة للعدوان على المسلمين، ولكن الاحتمال قوى جدًّا في أن يكون زعماء يهود خيبر قد أبدوا شيئًا من العارضة خوفًا على مصيرهم كما فعل يهود بني قريظة عندما حاول شيطان بني النضير إغراءهم بالغدر بالمسلمين.
وعلى أي فقد نجح شيطان بني النضير حيي بن أخطب وباقي زملائه من زعماء بني النضير المنفيين من المدينة. . إذ استطاعوا أن يجعلوا من منطقة خيبر (بالتعاون مع أهلها) قاعدة حربية وسياسية يوجه منها اليهود أي عمل يقدرون على توجيهه ضد المسلمين للقضاء عليهم في يثرب.
لقد رضي يهود خيبر (الذين ظلوا على الحياد إزاء الصراع الناشب بين يهود يثرب والعرب قبل الإسلام وبعده) رضوا في النهاية بأن تدخل خيبر معترك هذا الصراع وأن ترمى بثقلها ضد المسلمين.
فقد وضع يهود خيبر كل إمكاناتهم الحربية والمالية في خدمة أغراض العدوان على النبي - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين في المدينة، بعد أن أعطى أولئك اليهود قيادهم لشيطان بني النضير (حيى بن أخطب) وباقي سادات بني النضير الذين فرضوا سيطرتهم السياسية وسلطانهم المالى على منطقة خيبر منذ أن نزلوها منفيين من يثرب.
فصاروا بدافع الحقد الأسود على النبي - صلى الله عليه وسلم - والبغض العارم للإسلام