يصلون الليل والنهار لرسم خطط التآمر على المسلمين وحبك الدسائس ضدهم، ووضع المشاريع الواسعة لإثارة العرب الوثنيين عليهم، وبمنتهى الحرية.
الأمر الذي ما كان يجرأ يهود بني النضير على ممارسته عندما كانوا يواطنون المسلمين في يثرب لاعتبارات كثيرة أهمها أن هؤلاء اليهود كانوا أقلية بين المسلمين في يثرب ومن السهل مراقبتهم والحد من نشاطهم التآمرى ضد الإسلام والسلمين.
غير أن وجودهم في منطقة يهودية ليس بها مسلم واحد (هي منطقة خيبر) كان من أكبر الأسباب في تضاعف أطماعهم في السيطرة وتكاثف أحلامهم بالعودة إلى يثرب حاكمين.
كما أن وجود بني النضير في خيبر قد هيأ لهم المناخ الكامل لتدبير المؤامرات وحبك الدسائس ورسم خطط الحرب ضد المسلمين بمنتهى الحرية.
فإذا كانت أعمالهم العدوانية التي يهدفون من ورائها إلى الإطاحة بالمسلمين في يثرب عرضة للاكتشاف بسبب كون المدينة قاعدة الإسلام الكبرى ومركز ثقل الوجود الإسلامي، وأن أي اكتشاف لأية أعمال عدوانية من جانب اليهود يعقبه قمع من جانب المسلمين. . الأمر الذي يضطر هؤلاء اليهود وحلفاءهم من المنافقين إلى أن يحيطوا مؤامراتهم العدوانية وخططهم التخريبية ضد المسلمين في يثرب بسياج من السرية التامة وخاصة إذا كانت هذه المؤامرات والخطط يتطلب تنفيذها سفك الدم وإزهاق الأرواح. . فإنهم في خيبر لم يعودوا بحاجة إلى هذه السرية والتكتم عندما يعتزمون العمل ضد المسلمين على أي مستوى من المستويات العدوانية والتآمرية.
لأنه حتى السنة السابعة من الهجرة لم يكن أي وجود لسلطان المسلمين في خيبر، كما أنه حتى تلك السنة لا يوجد أي مسلم في تلك المنطقة التي كان نزول المنفيين فيها من يهود بني النضير في أواسط السنة الرابعة من الهجرة.