ابن أبي سبرة عن خالد بن رباح، عن شيوخ من بني ساعدة قالوا: قتل أبو في دجانة الحارث أبا زينب، وكان يومئذٍ معُلْمًا بعمامة حمراء، والحارث معلم بعمامة فوق مِغفره، وياسر وأسير وعامر (كلهم من قادة اليهود) معلمين.
وحدثني ابن أبي سبرة، عن عمرو بن أبي عمرو، قال: نزلتُ بأريحا، زمن سليمان بن عبد الملك، فإذا حيّ من اليهود، وإذا رجل يهدج من الكِبَر، فقال: ممن أنتم، قلنا من الحجاز، فقال اليهودى: واشوقاه إلى الحجاز، أنا ابنُ الحارث اليهودى فارس خيابر، قتله يوم خيبر رجل من أصحاب محمد يقال له: أبو دجانة، يوم نزل محمد خيبر وكنَّا ممن أجلى عمر بن الخطاب إلى الشام، فقلت: ألا تسلم؟ قال: أما إنه خير لي لو فعلت، ولكن أعيَّر، تعيّرنى اليهود، تقول: أبوك ابن سيِّد اليهود لم يترك اليهودية، قتل عليها أبوك وتخالفه؟
وقال أبو رافع: كنا مع على حين بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - بالراية فلقى على رجلًا على باب الحصن فضرب عليًّا واتقاه بالتُّرس علي، فتناول علي بابا كان عند الحصن فترس به عن نفسه، فلم يزل في يده حتى فتح الله عليه الحصن.
قال الواقدي: ويقال: إن مرحبًا برز كالفحل الصؤول يرتجز وهو يقول:
قد علمت خيبر إني مرحب ... شاكى السلاح بطل مجرَّب
أضرب أحيانًا وحينا أُضْرَبُ
يدعو للبراز فقال محمد بن مسلمة: يا رسول الله أنا والله الموتور الثائر، قتل أخي بالأمس فائذن لي في قتال مرحب، وهو قاتل أخي، فأذن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مبارزته، ودعا له بدعوات، وأعطاه سيفه، فخرج محمد فصاح: يا مرحب، هل لك في البراز؟ فقال: نعم فخرج إليه مرحب وهو يرتجز: