للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القلاع والحصون تقع في مرتفعات عالية وبها أبراج يكشف المرابطون فيها كلّ ما حواليها ويتمكنون بسهولة من أن يصبّوا سهامهم القاتلة على كل من يقترب منها.

٥ - وفرة المواد الغذائية .. فقد خزن اليهود في قلاعهم وحصونهم (استعدادًا للقتال) كميات هائلة من المواد الغذائية المختلفة، تكفى تموينهم عدة سنوات، كما دلّ على ذلك إحصاء الغنائم التي غنمها المسلمون عند استيلائهم على هذه الحصون والقلاع. أما الماء فقد كان متوفرًا في جميع الحصون والقلاع بصفة دائمة، الأمر الذي يمكنهم من الاستمرار في القتال سنوات عديدة.

٦ - الشجاعة .. كان يهود خيبر (وهذا يعترف لهم به التاريخ) أشجع يهود الجزيرة العربية على الإِطلاق .. فلم تكن الشجاعة تنقصهم وهم يحاربون المسلمين .. أثبت ذلك سير المعارك الضارية التى خاضوها وهم يدافعون عن حصونهم وقلاعهم حيث يمكن القول: أنهم لم يتخلّوا للمسلمين عن حصن أو قلعة إلا بعد أن دافعوا دفاعًا شرسًا عن كل شبر نها .. وخاصة قلاع وحصون الشطر الأول من مدينة خيبر .. ولا أدلَّ على هذه الحقيقة من أن جميع قادتهم - مثل مرحب وياسر وأسير والحارث وعامر - قتلوا وبأيديهم السيوف في ساحة الوغى.

٧ - الدفاع عن الدين .. كان لليهود دين عريق في القدم .. وهو وإن كان دينًا مدخولًا أصابه الشيء الكثير من التحريف والتبديل .. إلا أنهم ظلّوا متمسكين به ومتعصبّين له إلى درجة أنهم يفضّلون التضحية بكل شيء على التخلى عنه ومفارقته .. وتعصب اليهود الشديد لدينهم، يؤكده واقعهم المشهود في كل عمر وزمان .. وزاد اليهود تعصبًا لدينهم أنه دين عنصرى يعتبر بني إسرائيل وحدهم شعب الله المختار. وهو أمر يجعلهم لا يحتملون وجود أي دين إلى جانب دينهم.

فيهود خيبر إذن لهم عقيدة يتعصبون لها أشد التعصب .. وانطلاق المحارب من مفهوم عميدة راسخة (حتى وإن كانت غير صحيحة) يجعله شديد العناد والضراوة في قتاله، وخاصة إذا توهّم أن خطرًا يهدد دينه

<<  <  ج: ص:  >  >>