للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعقيدته .. وهذا هو الذي فعله محاربو اليهود في خيبر.

٨ - عامل الحفاظ على المال والزوجة والولد والجاه والسلطان .. فقد كان يهود خيبر يقاتلون وبينهم نساؤهم وأطفالهم وهم أعز ما يحافظ عليه الإِنسان .. كذلك كان اليهود ذوي ثروات طائلة وأموال عظيمة منقولة وغير منقولة .. كما أنهم ذوي عزة وسلطان مطلقين في منطقة خيبر لا ينازعهم فيها منازع .. وكل هذه الأمور العزيزة لديهم يعلمون حق العلم أنهم (بموجب شرعة الحرب العمول بها عالميًا في ذلك العصر) سيفقدونها إذا ما تغلَّب عليهم المسلمون واحتلوا مدينتهم .. لهذا كان من البدهى أن يكون قتال اليهود (تحت تأثير عوامل الحفاظ على كل هذه الأمور) قتالًا عنيدًا شرسًا لا هوادة فيه ولا تساهل .. وهو أمر يجعل وجعل (بالفعل) مهمة المسلمين المهاجمين شاقة إلى أبعد الحدود حيث واجه الجيش الإِسلامي من يهود خيبر نوعًا من القتال لم يشهد مثله في الضراوة والشراسة في أية معركة خاضها مع الأعداء في العهد النبوى، اللهم إلا معركة حنين.

٩ - كان الجيش الإِسلامي هو المهاجم .. وكان الجيش اليهودى هو الدافع. ومن المعلوم (عسكريًا) أن مهمة المهاجم هي أشق من مهمة الدافع. كما يتوجب - بدهيًا - على من يريد القيام بهجوم في حرب شاملة أن تكون قواته أكثر عددًا من قوات عدوه. وإذا علمنا أن اليهود يتحصنون خلف أسوار وأبراج وحصون وقلاع منيعة وأن عددهم عشرة آلاف مقاتل وأن عدد المسلمين المهاجمين لا يزيد على ألف وأربعمائة مقاتل أدركنا مدى الصعوبة العظيمة التي واجهها الجيش الإِسلامي وهو يهاجم اليهود في حصونهم وقلاعهم.

وأمام كل هذا التفوق الشامل لدى اليهود في العدد والعتاد والسلاح والاستراتيجية والتمتع بالمواقع الدفاعية الحصينة الممتازة. وتوفر كل العوامل المادية التي يحتاجونها لتحقيق النصر على المسلمين. كان المسلمون ينقصهم كل شيء مادى.

<<  <  ج: ص:  >  >>