العميق لمناقبه الفذة، قررت أن أكتب شيئًا مهما كان قليلًا في ذكرى الرسول العربي" (١).
حقًّا إنه ليس أحد أحق بالرثاء من أمة تتجاهل تاريخها الزاخر بالأمجاد والبطولات والطافح بذكرى الأبطال الخالدين ثمَّ تدلج في ظلام المبادئ الهدامة المستوردة باحثة عن نفايات البشر وشذاذ الآفاق والسفاحين الملحدين لتجعل منهم مثلها الأعلى في النضال وقدوتها المثلى في التربية والسلوك.
إن نتيجة مثل هذا التصرف، لن تكون إلا كما كانت، الاندحار يتلوه الاندحار، والهزيمة تتلوها الهزيمة حتى تعود أمة محمَّد - صلى الله عليه وسلم - إلى الانتهال من منبع الإِسلام الصافى الشافى الذي انتهل منه أبطال معركة (مؤتة) فسجلوا من الانتصارات في العهد النبوى وما تلاه من عهود زاهرة، ما حشى فم التاريخ بذكراهم العاطرة، التي ظلت وستظل إلى الأبد أُنشودة الدهر المفضلة التي يتغنى بها. .
إلى الإِسلام من جديد أيها المسلمون (عربًا كنتم أم غير عرب) إلى حقيقة الإِسلام المتمثلة في التمسك به قولًا وعملًا، لا إلى القشور التي لا تعدو الانتساب إلى هذا الدين الخالد فحسب، إلى الإِسلام الحقيقي إن كنتم تتوقون حقًّا إلى أن يكون الله معكم لينصركم على أعدائكم. وإلا فلا تلوموا إلا أنفسكم فلا عزة لكم ولا نصر بغير الإِسلام. وتذكروا دائمًا قول الفاروق عمر بانى دولة الإِسلام العظمى. . "من طلب العزة بغير الإِسلام أذله الله".
نسأل الله تعالى أن يهدينا جميعًا لما فيه فلاحنا في الدنيا ونجاتنا في الآخرة إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين.
محمَّد أحمد باشميل
جدة. . . المملكة العربية السعودية
١٣٩٢ هـ - ١٩٧٢ م
(١) الرسول العربي وفن الحرب ص ١٥ من مقدمة مؤلفه اللواء الركن مصطفى طلاس.