وغير فلسطين، كم هو جدير بهم أن يدرسوا الأيديولوجية التي من فوق أرضها الصلبة ثبت ثلاثة آلاف مقاتل سبعة أيام يصارعون جيشًا قوامه مائتا ألف مقاتل، فأبدوا من ضروب الشجاعة والبذل والتضحية والفداء، ما يجعل الذي يتغنى به الماركسيون من بطولات عصابات تشى غيفارا وهوشى منّه وماوتسى تونج صفرًا من اليسار في حساب البطولات.
- ١٢ -
إن تاريخ أمتنا العربية التي هي جزء من أمتنا الإِسلامية الكبرى طافح بأعمال البطولات الخالدة التي يجب أن تكون معقد اعتزازنا عند الافتخار، ومرجع دراستنا عندما يجئ دور الاقتداء والاتعاظ والاعتبار. فنحن مستغنون كل الاستغناء عن التغنى بأمجاد غيرنا، والتأسى والاقتداء برجال لا يمتون إلينا ولا إلى تاريخنا بأية صلة.
وكم هو رائع (بل وعظيم) أن يفطن لمثل هذه الحقيقة ويدعو للتمسك بها أمثال (اللواء الركن مصطفى طلاس) فيقول - معقبًا في غير ارتياح على احتفال بعض بني قومه بالعيد المئوى لزعيم الشيوعية العالمية فلاديمير لينين -. . "في التاريخ أمثلة تدل دلالة قاطعة على أن ما من أمة تعرّضت أراضيها للغزو الأجنبي والاحتلال، إلا هبَّت تنشد ماضيها وتبحث عما فيه من أمجاد. لعلها تجد ما يبعث الحياة في حاضرها، فتبرهن على أصالتها ودورها في الحضارة الإِنسانية. وحسب معلوماتى التاريخية ليس ثمة أمة داهمها الغزو كما ذكرت، واحتلت أجزاء من أراضيها احتلالًا استيطانيًا، بل وربما هددت بالسحق والإِبادة والتشريد، ثمَّ انبرت تفاخر بتاريخ غير تاريخها وتحتفل بقادة غير قادتها، وهي إن فعلت ذلك، إذن كان مثلها (مثل القرعاء، تتباهى وتفاخر بشعر جارتها).
أقول هذا عندما رأيت الصور والملصقات تغص بها الشوارع في دمشق العربية، لرجل لا يمتّ إلى تاريخنا بصلة غير صلة الإِنسانية، مع تقديرى