للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للنبي - صلى الله عليه وسلم - مع طاقات عسكرية هائلة- سواء من الناحية البشرية أو من ناحية القدرة القتالية حيث إنه معترَف لهذه القبائل بالشراسة في القتال والصبر على النزال.

وقد دل سياق المؤرخين على أنه بإمكان هذه القبائل الوثنية الشرقية. أن تحشد في أسرع وقت جيشًا لا يقل عدده عن عشرين ألف مقاتل.

ولهذا كانت كثرة عددهم وتفوقهم في ميادين الحرب قد أغرتهم أكثر من مرة بالمسلمين حيث حاولوا عدة مرات غزو المسلمين في المدينة وإنهاء وجودهم. وهو أمر لم يجرؤ أحد عليه سوى قريش التي نقلت المعركة ضد المسلمين إلى ضواحي المدينة (أحد) ولكن دون أن تجرأ على التفكير يومها. في احتلال المدينة.

أما هؤلاء الأعراب الشرسون العتاة. فقد كان هدفهم -في كل محاولاتهم الحربية- احتلال المدينة والقضاء على المسلمين فيها قضاء تامًّا .. فعلوا ذلك منفردين. وفعلوه بالاشتراك مع غيرهم من الذين جمعتهم بهم العداوة للإِسلام.

وآخر محاولة خطيرة قام بها هؤلاء الأعراب للإِطاحة بالمسلمين واحتلال المدينة وانتهابها. هي تلك المحاولة التاريخية التي قاموا بها -بالاشتراك مع خيبر ويهود المدينة وقريش- في السنة الرابعة من الهجرة ضمن حلف عسكرى ثلاثي لاكتساح المدينة ونسف الوجود الإِسلامي بأكمله في السنة الرابعة الهجرية.

وقد حاولت هذه القبائل الوثنية مرة أخرى مساندة يهود خيبر لضرب القوات الإسلامية الزاحفة على خيبر وذلك في أوائل السنة السادسة من الهجرة.

ففي هذه السنة جهزت فزارة وبنو أسد وحدهما حوالي خمسة الآف مقاتل. ألف منها رابط مع اليهود في حصونهم بخيبر .. وأربعة آلاف بقيادة عيينة بن حصن تحركت من مضاربها في صحارى نجد لضرب القوات الإسلامية من الخلف. إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل على النحو الذي فصلناه في كتابنا السادس من هذه السلسلة (غزوة خيبر).

<<  <  ج: ص:  >  >>