للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلمين الذين اختلطوا (بعد مصرع ابن رواحة) بالرومان. وأخذ بعض المسلمين ينهزم. لا سيما بعد أن سقط لواء الجيش أرضا بعد مصرع القائد الثابث. لقد هزموا هزيمة منكرة.

ولكن أحد فرسان الأنصار وهو (ثابت بن أقرم) أخذ اللواء من قطبة بن عامر الأنصاري (١). وصاح: يا قوم يقتل الإنسان مقبلا أحسن من أن يقتل مدبرا. أما ثابت بن أقرم: فقد أخذ يصيح باسم الأنصار فثاب إليه الناس.

وهكذا أنقذ ثابت بن أقرم الموقف حين رفع اللواء ونادى يا معشر المسلمين أصطلحوا على رجل منكم (أي يحمل اللواء ويتحمل مسئولية قيادة الجيش) فرشحه وجوه الجيش لأن يكون هو القائد فاعتذر قائلا ما أنا بفاعل.

وكان الموقف لا يحتمل النقاش فقد بلغ الدرجة القصوى من الخطورة بعد مصرع القادة الثلاثة. والباحث العسكري الخبير هو الذي يستطيع تقييم الخطر الداهم الذي أحاق (يوم ذاك) بثلاثة آلاف مقاتل. فقدوا كل قادة جيشهم. في الوقت الذي يصارعون فيه مائتي ألف مقاتل من أعدائهم الرومان وأتباعهم.

لقد أصبح هم وجوه الجيش وزعماء القبائل فيه -بعد أن فقد قادته الثلاثة- وبدت علائم الفوضى والاضطراب على بعض صفوفه- أصبح همهم النجاة بهذا الجيش الصغير الذي رغم استبساله وشراسته في القتال .. قادة وجنودا .. كاد يفقد تنظيمه كليًّا.

ولم يكن هناك في الجند من تتجه الأنظار إليه لإنقاذ الموقف سوى


(١) قطبة بن عامر هذا؛ كان أحد الأنصار الستة الأوائل الذين كانوا أول من أسلم من أهل المدينة. وأول من أدخل الإسلام بين أهل المدينة قبل الهجرة. انظر ترجمة قطبة بن عامر في كتابًا "غزوة بدر الكبرى" وقصة إسلامه الشيقة في نفس الكتاب ص ٤٣ الطبعة الرابعة وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>