للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨ - عامر بن سعد (١) من الأوس.

هذه هي الأسماء التي ذكر المؤرخون أن أصحابها استشهدوا من المسلمين. ثمانية فقط على ما قاله الواقدي. واثنا عشر على ما ذكره ابن إسحاق. وبقية المؤرخين لا يخرجون عن نطاق هذا العدد.

وهو عدد لا يتناسب وما وصف به المؤرخون (دونما استثناء) المعركة من ضراوة وعنف وشدة وطول جلاد استمرت سبعة أيام متوالية لا يفصل فيها بين عشرات الألوف من المتحاربين إلا ظلام الليل.

ويمكن أن يبرز هنا سؤال وهو. . أن عنف المعركة وضراوتها وعدم تمكن الجيش الإِسلامي من البقاء في ساحاتها (بعد انتهائها) وقتا كافيا يمكنه من إحصاء عدد قتلى الأعداء من الرومان وحلفائهم من العرب غير المسلمين. الذين أكد المؤرخون أنَّه عدد كان ضخما للغاية. حيث وصفوا بأن مقتلة حدثت فيهم لم يحدث مثلها قط. فلماذا لم يذكر المؤرخون المسلمون سوى عدد قليل من قتلى المسلمين الذين لا بد وأن يكونوا (تناسبا مع طول المعركة وضراوتها وعنفها) أكثر بكثير من هذا العدد القليل الذي لم يتجاوز الاثنى عشر شهيدًا على ما جاء في سيرة ابن هشام، وثمانية شهداء على ما جاء في مغازي الواقدي؟ ؟

ويمكن الإِجابة على التساؤل بما يلي:

١ - إن اقتصار بعض المؤرخين على ذكر هذا العدد القليل من قتلى المسلمين. لا ينفى (بصورة قاطعة) أن يكون عدد الشهداء أكثر بكثير من هذا العدد. فأصحاب السير لا يسجلون في سجلاتهم إلا ما ثبت لديهم من الأسماء.

٢ - يمكن القول أن جمهرة الجيش الإِسلامي في مؤتة هم من أبناء البادية من مختلف القبائل الذين لم يكونوا من سكان المدينة المعروفين. بدليل أن قائد ميمنة المسلمين هو رجل من بني عذرة. وهي قبيلة بدوية. لم


= شهاب في مختصر السيرة النبوية.
(١) هو عامر بن سعد أخو عمرو بن سعد بن عامر بن ثعلبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>