للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يترجم له أصحاب معاجم تراجم الصحابة سوى قولهم أنَّه عباية بن مالك العذرى.

٣ - يتضح للمتتبع لمراحل معركة مؤتة أن قادة وزعماء ووجوه المهاجرين والأنصار وأهل السابقة لم يأت ذكر لأسمائهم بين قادة وجنود جيش الإِسلام في مؤتة. إذا استثنينا زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة وثابت بن أقرم وخالد بن الوليد الذي لم يمض على إسلامه يوم ذاك سوى ثلاثة أشهر: الأمر الذي يعضد القول: أن جمهرة الجيش الإِسلامي هم من أهل البادية من مختلف القبائل الذين عمر الإِسلام قلوبهم حديثًا. فخاضوا تلك المعركة الضارية العنيقة الطويلة بتلك الشجاعة والبسالة المتناهيتين.

٤ - من هنا أمكن القول. . إن شهداء كثيرين من مختلف أبناء القبائل (البادية) صرعوا في هذه المعركة الطاحنة، لم يتمكن أحد ممن هم مرجع لرواة الحديث والسير والتراجم من التعرف عليهم ومعرفة أسمائهم وإحصاء عددهم. لا سيما إذا أخذنا بعين الاعتبار أن المسلمين لم يسيطروا على مكان المعركة (بأية صورة من الصور) بعد انتهائها، يمكنهم من التعرف على كل القتلى وإحصاء عددهم. بل كان همهم الوحيد بعد أن صرع قادتهم الثلاثة وبعد أن استمر القتال سبعة أيام أن ينسحبوا ببقية الجيش سليمًا من الميدان ودونما خسارة تذكر. وهذا هو الذي حدث بالفعل فبالخدعة الحربية التي ذكرنا تفصيلها فيما مضى من هذا الكتاب تمكن خالد بن الوليد من أن يسحب الجيش الإِسلامي ويخلصه من خطر الإِبادة أو الوقوع في الأمر. . فترك الميدان للرومان وحلفائهم فبقى مكان المعركة تحت سيطرة الرومان وحلفائهم. وهؤلاء (لبقائهم مسيطرين على ساحة الميدان بعد انتهاء المعركة وانسحاب المسلمين الذين انسحب بهم خالد على عجل وفي حذر شديد) يستطيعون أن يحصوا بحرية ودقة عدد القتلى من الفريقين. ويسجلوهم في سجلات تاريخهم. ولكن ما بين أيدينا من مصادر التاريخ البيزنطى المترجم (وهو شيء قليل جدًّا) لم نجد فيه أي ذكر لمعركة مؤتة بل ولا حتى لمعركة اليرموك التاريخية الشهيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>