فنون القتال والدفاع عن الأنفس والأموال والديار، ويعرض نماذج مشرقة وضاءة للقيادة الصالحة الناجحة .. في معركة الحق مع الباطل، واقتتال الخير مع الشر، واعتراك النور مع الظلام.
كيف؟ وبم انتصر أسلاف المسلمين - بقيادة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الأبطال - على أعدائهم الأول؟ وما هي الوسائل النفسية والمادية التي ضمنت لهم النصر المتتابع في كل معاركهم وغزواتهم وبُعوثهم وسراياهم .. حتى مكَّن الله لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وبَدّلهم بخوفهم أمنًا، وبضعفهم قوة، وبهوانهم عزًا، وبتفرّقهم وحدة كاملة شاملة؟
هذا ما تجيب عليه، وتصوّره تصويرًا ناطقًا متحركًا سلسلة كتب الأستاذ باشميل عن معارك الإِسلام الفاصلة: غزوة بدر - وغزوة أحد - وغزوة الأحزاب - وغزوة بني قريظة - وصلح الحديبية - وغزوة خيبر - وغزوة مؤتة - وفتح مكة .. الذي نكتب له هذا التقديم الوجيز.
وهو -أي الحديث عن هذه المعارك الفاصلة في تاريخ الإِسلام-: الدروس العملية التطبيقية، والنماذج الرائعة الصادقة .. لقادة المسلمين وعامتهم، وخاصة جيوشهم المقاتلة، في معركتهم الحاضرة مع أعداء اليوم: من صليبيين وصهيونيين وشيوعيين.
وباختصار: لن ينتصر المسلمون اليوم على أعدائهم، إلا بما انتصر أسلافهم به من قبل: بالإِيمان، والأخلاق، والإِعداد.
***
أما موضوع هذا الكتاب:(فتح مكة) فأمره عَجَب، وحديثه طَرَب. لأنه كان نصرًا بغير حرب، وكان ثمرة يانعة لحكمة القائد الأعظم - صلى الله عليه وسلم - وبعد نظره، وحسن قيادته، ومكارم أخلاقه.
وسمَّاه القرآن الكريم (فتحًا مبينا) قبل أن يكون، وبشر به قبل عام من حدوثه، في وقت كان المسلمون فيه بوضع يخيَّل للدارس المتعجِّل أنه وضع مشين مهين .. حين قصد المسلمون - وعلى رأسهم الرسول العظيم - إلى مكة المكرمة لأداء العمرة، فصدّهم المشركون عن المسجد