للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مكانتهم (١) كتطاولهم على عثمان وابن الزبير (٢) ومعاوية وعمرو بن العاص (٣) وتوسعهم في نشر ما يظنه خصومهم طعنًا في دينهم وأَمانتهم, وكتعمدهم الإسهاب في نظرية أَبي ذر الغفاري رضي الله عنه


(١) قرأت مرة قصة فِلم في مجلة المصور، عن خالد بن الوليد وإذا أبرز ما في الفلم قصة قتل مالك بن نويرة وغرام خالد بزوجة القتيل نوار التي يقول بعض المؤرخين إن خالدًا تزوجها بعد قتله ابن نويرة (كمرتد) في حروب الردة، وأوجع منظر رأيته أن ممثل البطل في الفلم، قد ظهر ملتصقًا (في حالة مزرية) بممثلة أخرى، على اعتبار أن هذا الممثل هو خالد بن الوليد، والممثلة نوار، زوجة القتيل مالك بن نويرة، وهكذا يشن فروخ الاستعمار حربًا واسعة على قادة الإسلام وأبطاله حتى في الأفلام السينمائية.
فقد عز علي هؤلاء العملاء أن يمر هذا الفلم في جميع أدواره مرور البطولة الكاملة المنزهة عن نزوات الجنس، فأفسدوه بذلك المنظر الذي كان من أسباب كساده.
(٢) هو عبد الله بن الزبير بن العوام أشهر من نار علي علم، كأن فارس قريش في زمنه، كان أحد القادة الذين اشتركوا في فتح تونس، وهو الذي قتل جرجس ملك الرومان هناك، نازع بني أمية الخلافة، أعلن نفسه خليفة عقيب موت يزيد بن معاوية فتمت له السيطرة على الحجاز ومصر والعراق واليمن وخراسان وأكثر الشام، كانت له مع الأمويين وقائع رهيبة، تغلب عليه عبد الملك بن مروان في آخر الأمر، حاصرته جيوش الشام في الحرم بقيادة الحجاج، فقاتل قتال الأبطال حتى قتل وهو في الثمانين وذلك سنة ثلاث وسبعين: كان أول مولود في المدينة بعد الهجرة استمرت خلافته تسع سنين:
(٣) هو عمرو بن العاص بن وائل السهمي القرشي، قال صاحب كتاب (الأعلام) كان أحد عظماء العرب ودهاتها وأولي الرأي والحزم والمكيدة فيهم، كان عمرو من أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية، سافر إلى الحبشة للإيقاع بالمسلمين فيها عند النجاشي فلم يفلح، أسلم في هدنة الحديبية وكان إسلامه وخالد بن الوليد في آن واحد، ولاه الرسول قيادة جيش (ذات السلاسل) وأمده بأبي بكر وعمر، ثم جعله عاملا علي منطقة عمان، كان أحد القادة الأربعة الكبار الذين تولوا فتح الشام، إليه يعود الفضل في فتح فلسطين ومصر، ولاه ابن الخطاب إمارة فلسطين ثم مصر، عزله عثمان عن الإمارة، كان في جانب معاوية أيام الفتنة، وتولي مصر بعد أن تم الأمر لمعاوية ومات وهو أمير عليها، كان ابن الخطاب من المعجبين برجاحة عقله ودهائه، كان يقول إذا رأى رجلا يتلجلج كلامه: .. إن خالق هذا وخالق عمرو بن العاص واحد، توفي رضي الله عنه في مصر سنة ثلاث وأربعين من الهجرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>