التي خالف بها جميع الصحابة ونفاه الخليفة الثالث من أَجل التمسك بها .. إلى الربذة.
وكتوسعهم في تدريس القصص والتمثيليات (المفتعل أَكثرها) التي تصور بذخ ومجون بعض الخلفاء من بني أُمية وقادتهم الذين لم يكره الصليبيون والوثنيون والمجوس، محاربين إسلاميين أَعظم منهم. لأَن زحف الإِسلام وقوته العسكرية وهيبته السياسية وصلت (أَيام هؤلاء الخلفاءِ والقادة) إِلى درجة لم يصل إليها أَحد قبلهم ولا بعدهم.
فبينما كانت جيوشهم تتوغل في أَحشاءِ أوروبا الغربية، ويقف منها (أَيام بني أُمية) خمسمائة أَلف مقاتل علي بعد ثلاثمائة كيلو مترًا من باريس، كانت مئات الآلاف من جنود دمشق الأُموية .. وقادتها تندفع كالطوفان نحو الشرق جارفة أَمامها معالم الوثنية وآثار المجوسية.
وهذا هو السبب في الحقد المشبوب من هذا الثالوث المعادي علي هؤلاءِ القادة والخلفاءِ، هذا الحقد الذي نراه متمثلًا فيما يدرسه وينشره ويذيعه فروخ الصليبيين من أَدعياءِ الإِسلام، من طعن في خلفاءِ الإِسلام وكبار قادته ممن خاض الإِسلام بقيادتهم أعنف المعارك ضد الصليبيين في الغرب والوثنيين والمجوس في الشرق.
إن إِهمال التاريخ الإِسلامي في فصل المدرسة ومدرج الكلية أَو الاقتصار على مقاطع مشوهة مما نسب إليه، إنما يخدم الأَعداءَ ويزهد الشباب المسلم، بل ويكرهه في تاريخ الإِسلام.
وهذا أَقصي ما يهدف إليه أَعداءُ الإِسلام الذين نجحوا (بواسطة المخربين من أَبنائه) في أَن ينحرفوا بالشباب المسلم (إلا من عصم الله، وقليل ما هم) عن الاتجاه الإِسلامي الصحيح، واتجهوا به نحو أَوروبا