أما قريش أعظم قبائل الحجاز وأرفعها شأنًا في نظر العرب الوثنيين وعاصمتها مكة المكرمة وتستطيع أن تحشد من رجالها ومن حلفائها البكريين وبقية كنانة ستة آلاف مقاتل.
أما هوازن فهي من الناحية الحربية أعظم من قريش إذ تستطيع أن تحشد أكثر من ثلاثين ألف مقاتل وهي قبيلة حجازية نجدية، إذ تمتد منازلها من حدود الحرم في الحجاز حتى حدود غطفان في نجد .. مما يدل على كثرة بطونها وأفخاذها.
وهي في أصلها قبيلة عدنانية، فهي وقريش من أصل واحد. ولكن هوازن لا تلتقى بقريش إلا في (مضر).
- ٣ -
كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد عقد صلحا مع قريش وحلفائها وجيرانها الكنانيين من بني بكر وهو صلح الحديبية التاريخي فأمن جانب قريش - فترة ما - ولكن قريشًا نقضت هذا الصلح بعد مضى ثلاثة وعشرين شهرًا فقط على عقده، مع أن مدته عشر سنوات.
وبهذا عادت الأحوال إلى ما كانت عليه من حيث قيام حالة الحرب بين المسلمين وقريش، وعودة القلق إلى صفوف المسلمين من أن تقدم قريش من جديد على أعمال عدوانية ضد المسلمين.
الأمر الذي جعل المعسكر الإِسلامي يعيد النظر في تقييم حساباته العسكرية من جديد، فيوجه اهتمامه - (بجدية وحذر) ناحية الجنوب حيث تقع مناطق العدو الرئيسى (قريش وهوازن).
- ٤ -
لقد كان محمد - صلى الله عليه وسلم - بالإضافة إلى كونه نبيًّا مرسلًا ملهما ومؤيدًا بتأييد الله تعالى .. كان قمة في السياسة العسكرية وبعد النظر وحسبان -