التي لا يفتأ المؤلف يذكرها ويرشد القارئ إليها في كل مناسبة .. الأمر الذي يوحى للقارئ بالثقة بأنه حينما يقرأ للأستاذ باشميل كتابًا من هذه الكتب التسعة، إنما يقرأ مراجع تاريخية إسلامية هامة، لا قصصًا سطحية ينتهى أثرها بالانتهاء من قراءتها.
إذن (وهذه كلمة حق) فسلسلة (معارك الإسلام الفاصلة) التي أجهد المؤلف نفسه في إصدارها، هي من أهم المراجع التاريخية الثمينة في العهد النبوي، لاسيما إذا أخذنا بعين الاعتبار الجهد الذي يبذله المؤلف لتنسيق الأحداث التاريخية وربط بعضها ببعض ربطًا دقيقًا محكمًا، بأسلوب سهل ممتنع، بحيث يسهل على أي راغب في معرفة أية سرية أو حملة عسكرية أو حادثة سياسية أو تشريعية هامة في العهد النبوي، أن يجدها في هذه السلسلة، وهذ أمر فيه خدمة كبيرة لطلاب الدراسات العليا في الجامعات والمدارس.
ثم إن ما يمتاز به هذا الكتاب التاسع وكل كتب المؤلف من هذه السلسلة هو أن المؤلف لا يقتصر في دراساته وتحليلاته على حيز المعركة أو الغزوة التي يجعلها العنوان الرئيسي للكتاب (كغزوة حنين هذه) وإنما يقدم أثناء ذلك للقارئ - وبمنتهى الدقة والصبر - عرضًا شيقًا للأحداث الدسكرية والسياسية والتشريعية المهمة التي سبقت المعركة الرئيسية أو واكبتها.
ففي كتبه التسعة من هذه السلسلة أتى بالتفصيل على ذكر جميع السرايا والحملات الحربية الثانوية والأحداث السياسية وغيرها من الأحداث الهامة، التي تحدث بين المعركة الرئيسية التي تكون عنوانًا لكتابة، وبين المعركة التي تكون عنوانًا للكتاب الذي يليه، كالأحداث والسرايا والبعوث التي حدثت (مثلًا) ما بين غزوة بدر وغزوة أحد، وهذا هو دائما نهج المؤلف في حميع مؤلفاته التسعة من هذه السلسلة.
إذن يمكن أن يطلق (عن جدارة) على هذه السلسلة القيمة اسم