للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(يريد بيتًا)، وكانوا يسمعون فيه الصوت، وكانت العرب وقريش تسمى بها عبد العزى، وكانت أعظم الأصنام عند قريش، وكانوا يزورونها ويهدون لها ويتقربون عندها بالذبح (١).

وكانت قريش تطوف بالكعبة وتقول.

واللات والعزى ... ومناة الثالثة الأخرى

فإنهن الغرانيق العلى ... وإنَّ شفاعتهن لترتجى

وكانوا يقولون .. بنات الله (عزَّ وجلَّ عن ذلك) وهن يشفعن إليه. فلما بعث الله رسوله أنزل عليه {أَفَرَأَيتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (٢٠) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (٢١) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (٢٢) إِنْ هِيَ إلا أَسْمَاءٌ سَمَّيتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ} (٢).

وكانت قريش قد حمت للعزى شعبًا من وادي حراض يقال له سقام. يضاهون به حرم مكة، فذلك قول أبي جندب الهذلى ثم القردى في امرأة كان يهواها فذكر حلفها له بالعزى:

لقد حلفت جهدًا يمينًا غليظة ... بفرع الذي أحمت فروع سقام

لئن أنت لم ترسل ثيابى فانطلق ... أباديك أخرى عيشنا بكلام

يعز عليه صَرم أم حويرث ... فأمسى يروم الأمر كل مرام

ولها يقول درهم بن زيد الأوسي:

إني وبيت العزى السعيدة ... والله الذي دون بيته سرف

وكان لها منحر ينحرون فيه هداياها يقال له الغُبَغُب.

فله يقول الهذلى وهو يهجو رجلًا تزوج امرأة جميلة يقال لها أسماء:

لقد أنكحت أسماء الحى بُقَيرة ... من الأدم أهداها امرؤ من بني غَنم

رأى قذعًا في عينها إذ يسوقها ... إلى غبغب العزّى فوضع في القسم


(١) كتاب الأصنام ص ١٩ نشر الدار القومية للطباعة والنشر - القاهرة.
(٢) النجم ١٩ - ٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>