للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حنين. تلك الوقعة التي أوقع فيها خالد بن الوليد ببنى جذيمة، وتعرض فيها للوم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبب خطأ وقع فيه لم يكن عن سوء نية منه. حيث قتل مجموعة من بني جذيمة وهم مسلمون ظنًّا منه أنهم لا يزالون مشركين.

وتفصيل ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كلف خالدًا بن الوليد قائد الفرقة الرابعة التي تولت الزحف على مكة من جنوبيها كلفه بالتوجه إلى ديار بني جذيمة داعيًا إلى الإِسلام، ولم يبعثه مقاتلًا (١).

فقد ذكر المؤرخون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عقد لخالد بن الوليد لواء القيادة على ثلاثمائة وخمسين رجلًا من المجاهدين والأنصار وبنى سليم. وبعثه من مكة إلى بني جذيمة أسفل مكة.

وكان خالد (كقائد عسكرى حازم) معروفًا بسرعة اتخاذ القرارات وسرعة تنفيذها .. ونتيجة ذلك تسرع في أمور (مجتهدًا) فارتكب أعمالًا تبرأ منها الرسول - صلى الله عليه وسلم - وغضب لها على خالد، وذلك أنه (باجتهاد منه) أمر رجاله بأت يعدموا بعض الأسرى من بني جذيمة الذين اتضح أنهم مسلمون وليسوا مشركين. ولكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - عقب التحقيق الذي أجراه مع خالد رضي الله عنه بعد أن استغفر له ثم دفع ديات القتلى من بني جذيمة. لأنهم مسلمون ولأن قتلهم كان عن طريق الخطأ في الاجتهاد من القائد المسؤول خالد بن الوليد.

قال الواقدي: لما رجع خالد بن الوليد من هدم العزى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مقيم بمكة، بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بني جذيمة، وبعثه داعيًا لهم إلى الإسلام ولم يبعثه مقاتلًا فخرج في المسلمين من المجاهدين والأنصار وبنى سليم، فكانوا ثلاثمائة وخمسين رجلًا، فانتهى إليهم بأسفل مكة، فقيل لبنى جذيمة هذا خالد بن الوليد معه المسلمون. قالوا: ونحن قوم مسلمون، قد صلينا وصدقنا بمحمد، وبنينا المساجد وأذنا فيها. فانتهى إليهم خالد وقال:


= الغميصا (معجم قبائل العرب) ج ١ ص ١٧٦.
(١) مغازي الواقدي ج ٣ ص ٨٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>