للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي موسى الأشعري (١) فحمل أبو عامر لواء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم تقدم لمهاجمة المشركين في أوطاس.

وهناك اصطدم بجماعة من هوازن كانوا قد تحصنوا في أماكن استراتيجية من الوادي وثبتوا للقتال، وبارزوا المسلمين حتى قتل منهم تسعة مبارزة. قتلهم بيده قائد السرية أبو عامر الأشعري الذي استشهد في النهاية.

فقد قال أصحاب السير والمغازى: لما انهزم الناس أتوا الطائف، وعسكر منهم عسكر بأوطاس وتوجه بعضهم نحو نخلة (٢). فبعث إليهم الرسول من يقاتلهم وعقد له لواءًا، فكان معه في ذلك البعث سلمة بن الأكوع (٣) فكان يحدث يقول: لما انهزمت هوازن، عسكروا بأوطاس (٤) عسكرا عظيمًا تفرق منهم من تفرق، وقتل من قتل وأسر من أسر فأتيناهم إلى عسكرهم، فإذا هم ممتنعون. وذكر ابن إسحاق، أن من بين مشركي هوازن هؤلاء عشرة إخوة كلهم بارزوا أبا عامر الأشعري فقتل تسعة منهم ثم استشهد في النهاية رحمه الله.

فقد جاء في سيره ابن هشام والواقدى أن أبا عامر الأشعري (وهو قائد


(١) أبو موسى الأشعري اسمه عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر بن عنز بن بكر بن عامر بن علي بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر بن أدد بن زيد بن يشجب، كان أبو موسى من السابقين الأولين في الإسلام، وكان أبو موسى قدم مكة فحالف سيد قريش أبا أحيحة سعيد ن العاص بن أمية، وكان قدومه مع إخوته في جماعة من الأشعريين. أسلم وهاجر إلى أرض الحبشة. كذا قال ابن إسحاق. وبعضهم يقول: إنه لم يهاجر إلى الحبشة. وإنما صادف مجيئه من اليمن إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - مجئ جعفر. وأصحابه عن الحبشة فقدموا معًا في سفينتين على الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو في خيبر، كان أبو موسى من أعيان الصحابة. استعمله عمر بن الخطاب على البصرة، وقد شهد أبو موسى وفاة أبي عبيدة بن الجراح في الشام كان أبو موسى من أعيان القادة المشركين في فتوح الشام والعراق. وكان هو الذي بالاشتراك مع عمر بن سعد بن أبي وقاص - فتح حران ونصيبين في العراق، كذلك فتح أبو موسى الأشعري الأهواز وأصبهان بفارس في عهد عمر بن الخطاب، اعتزل أبو موسى الأشعري الفتنة المؤسفة التي حدثت بين الصحابة. وكان أحد الحكمين في الخلاف الدامى الذي نشب بين أمير المؤمنين علي ومعاوية بن أبي سفيان. توفي أبو موسى بمكة عام ٤٢ هـ وقيل توفي بالكوفة وهو ابن ثلاث وستين سنة.
(٢) وادي نخلة: واد كبير مشهور وهو المسمى, (اليمانية) تصب فيه روافد كثيرة.
(٣) انظر ترجمة سلمة بن الأكوع في كتابنا (صلح الحديبية).
(٤) أوطاس. قال في مراصد الاطلاع: واد في ديار هوازن.

<<  <  ج: ص:  >  >>