للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأنصار أو شعب الأنصار (١).

وفي بعض المصادر أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد أن أجرى الحوار هذا مع أنصاره وشرح لهم وجهة نظره والسبب الذي جعله يخص بعض القرشيين بالعطاء الجزيل من خمس الغنائم - قال لهم: (أكتب لكم بالبحرين كتابًا من بعدى تكون لكم خاصة دون الناس، فهو يومئذ أفضل ما فتح الله عليه من الأنصار، قالوا: وما حاجتنا بالدنيا بعدك يا رسول الله؟ قال: أما (لا) فسترون بعدى أثرة فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله، فإن موعدكم الحوض، وهو كما بين صنعاء وعمان، وآنيته أكثر من عدد النجوم. اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار، فبكى القوم حتى اخضلَّت لحاهم، وقالوا: رضينا يا رسول الله حظًا وقسمًا. وانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتفرقوا (٢).

وذكر أصحاب الحديث والمغازى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما أعطى عيينة بن حصن والأقرع بن حابس. كل واحد مائة من الإِبل، قال له سعد بن أبي وقاص: يا رسول الله أعطيت عيينة بن حصن والأقرع بن حابس مائة وتركت جعيل بن سراقة الضمرى (٣) فقال: والذي نفسي بيده، لجعيل بن سراقة خير من طلاع الأرض (٤) كلها مثل عيينة والأقرع، ولكنى تألفتهما ليسلما، ووكلت جعيل بن سراقة إلى إسلامه (٥).

وروى البخاري عن عمرو بن تغلب قال: أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قومًا


(١) البدابة والنهاية ج ٤ ٣٥٧.
(٢) مغازي الواقدي ج ٣ ص ٩٥٨ وسيرة ابن هشام ج ٤ ص ٢٤٢ - ٢٤٣ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣٥٨ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٤٨.
(٣) قال في أسد الغابة: جعال: وقيل جعيل بن سراقة الغفاري وقيل الضمرى، ويقال الثعلبي. وقيل: إنه في عداد بني سواد من بني سلمة. كان جعيل من أهل الصفة وفقراء المسلمين. كان من السابقين الأولين في الإِسلام. شهد مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - أحدًا وأصيبت عينه في حصار بني قريظة. وكان جعيل دميمًا بشع المنظر. وهكذا فالعبرة بالمخبر لا بالمنظر .. فالرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أغدق هذا الثناء على جعيل لقوة إيمانه وشدة يقينه ولا عليه إن كان بشع المنظر.
(٤) طلاع الأرض: أي ما يملؤها حتى يطلع عنها ويسيل.
(٥) تاريخ الطبري ج ٣ ص ٩١ ومغازي الواقدي ج ٣ ص ٩٤٨ وسيرة ابن هشام ج ٤ ص ١٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>