بالإِسلام، بينما ظل ينطوى على حقد اليهود وبغضهم للرسول صلى الله عليه وسلم، رأس النفاق ابن اللصيت هذا كان في رحل عمارة بن حزم، فلما ضاعت ناقة الرسول القَصْوى وانطلق بعض أصحابه يبحثون عنها، قال زيد بن اللصيت: أليس محمد يزعم أنه نبي ويخبركم عن خبر السماء وهو لا يدرى أين ناقته؟ .. كلمة خبيثة تحمل شحنة لعينة من متفجرات الريبة والشك أراد هذا المنافق أن يفجرها عسى أن تصيب شظاياها قلوب بعض البسطاء ممن في الجيش فيتلوثون بما تلوث به هذا المنافق وحزبه الخبيث، ولكن الله سبحانه وتعالى كبت هذا المنافق وأخزاه وأبطل مفعول متفجرات الزيبة والشك التي رمى بها على أسماع العسكر.
فقد بلغ الرسول القائد صلى الله عليه وسلم ما قاله هذا المنافق على ملأ من الجيش، فأكد الرسول صلى الله عليه وسلم أنه بشر لا يعلم الغيب، ولكنه في الوقت نفسه أكد صلى الله عليه وسلم أنه نبي مرسل، والنبي -مع علو مِرتبته فوق كل مرتبة- لا يعلم من أمور الغيب إلا ما أخبره الله به، وأعلن الرسول على ملأ من الجيش أن الله تعالى أخبره. فقال صلى الله عليه وسلم: إن منافقا يقول: إن محمدًا يزعم أنه نبي، وأنه يخبركم بأمر السماء، ولا يدرى أين ناقته، وإني والله ما أعلم إلا ما علمنى الله، وقد دلنى عليها، وهي في الوادي في شعب كذا وكذا - الشعب أشار لهم إليه - حبستها شجرة بزمامها، فانطلقوا حتى تأتوا بها. فذهبوا فجاءوا بها، وكان عمارة بن حزم حاضرًا، "وهو لا يعلم أن ابن اللصيت هو صاحب المقالة. الخبيثة" فلما جاء عمارة رحله قال لرفاقه: العجب من شيء حدثناه رسول الله صلى الله عليه وسلم. إنها عن مقالة قائل أخبره الله عنه. قال": كذا وكذا - الذي قال زيد. قال: فقال رجل ممن كان في رحل عمارة، ولم يحضر رسول الله صلى الله - صلى الله عليه وسلم -: زيد والله قائل هذه المقالة قبل أن تطلع علينا، قال: فأقبل عمارة على زيد بن اللصيت يجأه (١) في عنقه ويقول: والله، إن في رحلي لداهية وما أدرى، أخرج يا عدو الله من رحلى.