للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بين يديه فناولته كتابى، فوضعه في حجره، ثم قال: من أنت؟ فقلت: أنا أحد تنوخ. قال: هل لك في الإِسلام دين الحنيفية مِلَّةُ إبراهيم. قلت: إني رسول قوم وعلى دين قوم لا أرجع عنه حتى أرجع إليهم، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}، فلما فرغ من قراءة كتابى قال: إن لك حقًّا وإنك رسول، فلو وجدت عندنا جائزة جوزناك بها، إنّا قوم سفر، فقال رجل: أنا أجوزه، فأتى بحلة فوضعها في حجرى، فسألت عنه فقيل لي: إنه عثمان بن عفان.

ومن المكاسب السياسية والعسكرية الكبرى التي حققتها حملة تبوك العظمى تصفية جميع الجيوب المعادية للإِسلام في شمال الجزيرة العربية عسكريًا، وخاصة العناصر العربية التي تدين بالوثنية، وكانت التصفية العسكرية في شمال الجزيرة العربية تصفية كاملة شاملة بحيث لم يعد الرسول - صلى الله عليه وسلم - من تبوك إلّا وقد أصبحت جميع المناطق الشمالية في الجزيرة خاضعة للإِدارة الإِسلامية وتابعة لها إما بالدخول في الإِسلام طواعية وإما بالاعتراف بسلطان هذا الدين والخضوع له عن طريق أداء الجزية للمسلمين، وهذا خاص بالعرب الذين كانوا على النصرانية مثل ملك دومة الجندل كما سيأتي تفصيله فيما يلي من هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>