عشر رجلا. وذكر ابن إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إليهم حذيفة بن اليمان فجمعهم فأخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان من أمرهم وبما تمالئوا عليه. ثم سرد ابن إسحاق أسماءهم. قال: وفيهم أنزل الله عزَّ وجلَّ {وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا}(١).
وروى البيهقي من طريق محمد بن مسلمة عن أبي إسحاق عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البخترى عن حذيفة بن اليمان قال: كنت آخذا بخطام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم أقود به وعمار يسوق الناقة -أو أنا أسوق وعمار يقود- حتى إذا كنا بالعقبة إذا باثنى عشر رجلا قد اعترضوه فيها، قال: فأنبهت رسول الله صلى الله عليه وسلم فصرخ بهم فولوا مدبرين. فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل عرفتم القوم؟ قلنا: لا يا رسول الله قد كانوا ملثمين ولكنا قد عرفنا الركاب، قال: هؤلاء المنافقون إلى يوم القيامة، وهل تدرون ما أرادوا؟ قلنا: لا. قال: أرادوا أن يزحموا رسول الله في العقبة فيلقوه منها. قلنا: يا رسول الله أو لا تبعث إلى عشائرهم حتى يبعث إليك كل قوم برأس صاحبهم؟ قال:(لا) أكره أن يتحدث العرب بينها أن محمدًا قاتل بقومه، حتى إذا أظهره الله بهم أقبل عليهم يقتلهم، ثم قال: اللهم ارمهم بالدبيلة. قلنا: يا رسول الله وما الدبيلة؟ قال: هي شهاب من نار تقع على نياط قلب أحدهم فيهلك.
وفي صحيح مسلم من طريق شعبة عن قتادة عن أبي نضرة عن قيس بن عبادة قال: قلت لعمار: أرأيتم صنيعكم هذا فيما كان من أمر على، أَرَأَىٌ رأيتموه أم شيء عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا لم يعهده إلى الناس كافة، ولكن حذيفة أخبرني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: في أصحابي اثنا عشر منافقا لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط، ثمانية منهم يكفيكهم الدبيلة سراج من النار يظهر بين أكتافهم حتى ينجم من صدورهم.