للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتاريخه الخالد، قبل أن تحصل أكثر البلاد الإسلامية على حريتها واستقلالها.

ولقد ظل كثير من الأَقطار الإسلامية (بعد انتزاعها استقلالها السياسي من الغاصبين) تسير -مع الأَسف الشديد- في برامجها التعليمية حسب هذا البرنامج التخريبي الذي وضعه المحتلون قبل رحيلهم، ولهذا ترى برامج التعليم في كثير من الأَقطار الإِسلامية مجردة تمامًا من التربية الدينية وخالية من حصص التاريخ الإِسلامي الصحيح.

وإذا ما احتوت بعض هذه البرامج في بعض البلاد العربية على بعض حصہص التربية الدينية والتاريخ الإسلامي، فإن تدريس هذه الحصص يتم بطريقة سطحية وبدون أي حماس أو تركيز بحيث لا يعلق بذهن الطالب أَي شيء يذكر من هذه الحصص أَثناء تدريسها، لا سيما وأن الرسوب فيها لا يعد رسوبا بالنسبة لغيرها من الحصص، فلا يؤثر رسوب الطالب في الحصص الدينية والتاريخ الإِسلامي على شهادته كما يؤثر فيها رسوبه في اللغة الإنكليزية والرسم والجغرافيا وما شابهها.

فهل هنالك تخريب أعظم من سلوك هذا الطريق، بالنسبة لنا كأمة إسلامية يستحيل عليها أن تعيش عزيزة مستقرة من غير السير على هدي دينها والاعتزاز بتاريخها؟ ؟ .

ولعله من المؤلم جدًّا، أن بعض الأقطار التي لم تخضع طيلة تاريخها للاستعمار قد أخذ يصيبها ما أصاب غيرها حيث سرى نفس ذلك الداء إلى كيانها التعليمي، وأخذت في اغتيال بعض الحصص الدينية من برامج تعليمها تدريجيًا.

فلا تمر سنة إلا ونرى تخفيضًا لهذه الحصص واستبدالها بحصص

<<  <  ج: ص:  >  >>