للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إمامهم، وابنه زيد بن جارية -وهو الذي احترقت إليه فأبى أن يخرج- وابنه يزيد بن جارية، ووديعة بن ثابت، وخذام بن خالد - ومن داره أخرج - وعبد الله بن نبتل، وبجاد بن عثمان، وأبو حبيبة بن الأزعر، ومعتب بن قشير، وعباد بن حنيف وثعلبة بن حاطب.

وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خذام وبجاد: زمام خير من خذام وسوط خير من بجاد.

وكان مخبر هؤلاء المنافقين وجاسوسهم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو عبد الله بن نبتل، كان يأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيسمع حديثه ثم يأتي المنافقين به، فجاء جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد، إن رجلا من المنافقين يأتيك فيسمع حديثك، ثم يذهب به إلى المنافقين، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيهم هو؟ قال: الرجل الأسود ذو الشعر الكثير، الأحمر العينين كأنهما قدران من صفر، كبده كبد حمار فينظر بعينى شيطان.

وكان عاصم بن عدي قد أدرك قبل التحرك إلى تبوك أن هذا المسجد "الوكر" إنما هو من بناء المنافقين المجرمين، فكان يحدث فيقول: كنا نتجهز إلى تبوك مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فرأيت عبد الله بن نبتل، وثعلبة بن حاطب قائمين على مسجد الضرار، وهما يصلحان ميزابًا قد فرغا منه، فقالا: يا عاصم، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد وعدنا أن يصلى فيه إذا رجع. فقلت في نفسي: والله ما بنى هذا المسجد إلا منافق معروف بالنفاق أسسه أبو حبيبة بن الأزعر، وأخرج من خذام، ووديعة بن ثابت في هؤلاء الفر .. - والمسجد الذي بنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده يؤسسه جبريل - عليه السلام - يؤم به البيت - فوالله ما رجعنا من سفرنا حتى نزل القرآن بذمه وذمّ أهله الذين جمعوا في بنائه وأعانوا فيه.

وقيل لعاصم بن عدي - وكان خبيرًا بالمنافقين -: ولم أرادوا بناءه؟ قال: كانوا يجمعون في مسجدنا، فإنما هم يتناجون فيما بينهم ويلتفت بعضهم إلى بعض، فيلحظهم المسلمون، فشق ذلك عليهم وأرادوا مسجدًا يكونون فيه لا يغشاهم فيه إلا من يريدون ممن هو على مثل رأيهم، فكان أبو عامر يقول: لا أقدر أن أدخل مربدم هذا، وذاك أن أصحاب محمد

<<  <  ج: ص:  >  >>