للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المدينة لتأكيد إسلامهم على يد النبي - صلى الله عليه وسلم - ..

قال ابن إسحاق: فخرج خالد حتى قدم عليهم، فبعث الركبان يضربون في كل وجه، ويدعون إلى الإِسلام، ويقولون. أيها الناس، أسلموا تسلموا، فأسلم الناس، ودخلوا فيما دعوا إليه، فأقام فيهم يخالد يعلمهم الإِسلام وكتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وبذلك أمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن هم أسلموا ولم يقاتلوا.

وبعد أن أسلم بنو الحارث على يد خالد بن الوليد أبلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتابًا قال فيه: بسم الله لمحمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خالد بن الوليد، السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد، يا رسول الله صلى الله عليك، فإنك بعثتنى إلى بني الحارث بن كعب، وأمرتنى أن لا أقاتلهم ثلاثة أيام، وأن أدعوهم إلى الإِسلام، فإن أسلموا أقمت فيهم، وقبلت منهم وعلمتهم معالم الإِسلام وكتاب الله وسنة نبيه، وإن لم يسلموا قاتلتهم، وإني قدمت عليهم فدعوتهم إلى الإِسلام ثلاثة أيام كما أمرنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبعثت فيهم ركبانا قالوا: يا بني الحارث أسلموا، فأسلموا ولم يقاتلوا، وأنا مقيم بين أظهرهم، آمرهم بما أمر الله - صلى الله عليه وسلم - وأنهاهم عما نهاهم الله عنه، وأعلمهم معالم الإسلام وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى يكتب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والسلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته.

وبعد أن تسلم الرسول - صلى الله عليه وسلم - كتاب خالد بن الوليد المتضمن إسلام قبائل بني الحارث بنجران دونما قتال، أمره بأن يعود إلى المدينة وأن يصطحب معه وفدًا من ساداتهم وذلك في كتاب بعث به النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى خالد قال فيه: "من محمد رسول الله إلى خالد بن الوليد سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فإن كتابك جاءنى مع رسولك، تخبرنى أن بني الحارث بن كعب أسلموا قبل أن تقاتلهم، وأجابوا إلى ما دعوتهم إليه من الإسلام، وشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبد الله ورسوله، وأن قد هداهم الله بهداه، فبشرهم وانذرهم وأقبل وليقبل معك وفدهم والسلام عليك ورحمة الله وبركاته".

وبعد أن تلقى خالد جواب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المتضمن أمره بأن يعود

<<  <  ج: ص:  >  >>