للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعه وفد بني الحارث عاد خالد ومعه الوفد ومن الجدير بالذكر أن بني عبد المدان المشهورون بالشرف كانوا من بني الحارث وفيهم يقول الشاعر:

ولو أني بليت بهاشمى ... خؤولته بنو عبد المدان

لهان على ما ألقى ولكن ... تعالوا فانظروا بمن ابتلاني

قال ابن إسحاق (١): فأقبل خالد وأقبل معه وفد بني الحارث بن كعب، منهم قيس بن الحسين ذي الغصة، ويزيد بن عبد الدان (٢)، ويزيد بن المحجل، وعبد الله بن قراد الزيادى، وشداد بن عبد الله القناني، وعمرو بن عبد الله الضبابى.

فلما قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرآهم قال: من هؤلاء القوم الذين كأنهم

رجال الهند، قيل يا رسول الله: هؤلاء رجال بني الحارث بن كعب، فلما وقفوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلموا عليه وقالوا: نشهد أنك رسول الله، وأنه لا إله إلا الله، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنتم الذين إذا زجروا استقدموا، فسكتوا، فلم يراجعه منهم أحد، ثم أعادها الثانية، فلم يراجعه منهم أحد، ثم أعادها الثالثة فلم يراجعه منهم أحد، ثم أعادها الرابعة. فقال يزيد بن عبد المدان: نعم يا رسول الله، نحن الذين إذا زجروا استقدموا، قالها أربع مرار، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لو أن خالدًا لم يكتب إلى أنكم أسلمتم ولم تقاتلوا لألقيت رؤوسكم تحت أقدامكم.

وهنا أجابه يزيد بن عبد المدان بما يؤكد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يمنح الناس حرية القول المطلقة، وهو ما يسمون اليوم (بالديمقراطية) فقد قال له يزيد بن عبد المدان: أما والله ما حمدناك ولا حَمِدْنَا خالدًا. قال: فمن حمدتم؟ قالوا حمدنا الله عزَّ وجلَّ الذي هدانا بك يا رسول الله، قال: صدقتم.


(١) هو قيس بن الحصين بن يزيد بن شداد بن قتادة بن سلمة بن وهب بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن كعب المذحجى الحارثي كان رئيسًا على قومه مائة سنة، وسمى ذا الغصة لغصة كانت في حلقه.
(٢) لم يزد في (أسد الغابة) - عند ترجمة يزيد - على أن ذكر بعض قصته مع الوفد عندما وفدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

<<  <  ج: ص:  >  >>