للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذي القعدة من العام المقبل وهي سنة سبع وهي عمرة القضاء، وثالثها في ذي القعدة سنة ثمان وهي عام الفتح، حيث اعتمر من الجعرانة بعد أن قسم غنائم حنين، وأربعها مع حجته الكبرى سنة عشر هجرية، وكان إحرامها في ذي القعدة وأعمالها في الحجة كذا رواه البخاري في صحيحه.

ولذا أعلم الرسول - صلى الله عليه وسلم - الناس أنه حاج هذا العام، فاجتمع بشر كثير يريدون الاقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قيل إنهم كانوا يزيدون على مائة ألف.

وكان خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - من المدينة للحج يوم السبت في السادس والعشرين من شهر ذي القعدة عام ١٠ هجرية، وكان خروجه بين الظهر والعصر. فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة الظهر أربعا والعصر ركعتين بذى الحليفة قصرًا ولم يثبت عنه أنه صلى ركعتين خاصة قبل الإِحرام كما يفعل الكثير ظنًّا منهم أن أداءهما سنة.

وقد كان دخوله مكة للحج صبيحة اليوم الرابع من ذي الحجة فتكون السافة التي قطعها بين مكة والمدينة ثمانية أيام.

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أحرم بالمدينة في ثوبين صحاريين (١)، إزار ورداء، وأبدلهما بالتنعيم من جنسهما، قالوا وساق الرسول - صلى الله عليه وسلم - مائة بدنة هديا (٢).

وكان دخوله مكة من أعلاها، حتى انتهى إلى الباب الذي يقال له، باب بني شيبة، وعندما دخل المسجد بدأ بالطواف قبل الصلاة، ولما انتهى استلم الركن وهو مضطبع (٣) بردائه وقال: بسم الله والله أكبر، وكان يقول بين الركن اليماني والأسود "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار (٤) ". ونهى عن المزاحمة على الحجر الأسود، فقد قال لعمر بن الخطاب: إنك رجل قوي، إن وجدت الركن خاليا فاستلمه، وإلا فلا


(١) نسبة إلى صحار بلدة باليمن.
(٢) مغازي الواقدي ج ٣.
(٣) أي جاعلًا طرفي الرداء على كتفه الأيسر.
(٤) مغازي الواقدي ج ٣ ص ١٠٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>