للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السموات والأرض، وإن عدة الشهور اثنا عشر في كتاب الله، منها أربعة حرم، ثلاثة متوالية: ذو القعدة، ذو الحجة والمحرم، ورجب الذي يدعى شهر مضر الذي بين جمادى الأخرى وشعبان، والشهر تسعة وعشرون يومًا وثلاثون (١).

ومن المخالفات التي يفعلها المشركون في الحج وصححها الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو أن المشركين كانوا يدفعون من عرفة إذا كانت الشمس على رؤوس الجبال كهيئة العمائم على رؤوس الرجال، فظنت قريش أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يدفع كذلك فأخر دفعه حتى غربت الشمس (٢).

وفي عرفة قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن خير الدعاء دعاء يوم عرفة) وقال: (إن أفضل الدعاء دعائى ودعاء من كان قبلي من الأنبياء: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير) (٣).

وهناك حيث وقف النبي - صلى الله عليه وسلم - بعرفة نزلت آية: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} "سورة المائدة آية ٤"، وقد وقف - صلى الله عليه وسلم - على بعيره فأخذ في التضرع والدعاء والابتهال التي غروب الشمس، وأمر الناس أن يرفعوا عن بطن عرنة (لأنها ليست من عرفة)، ثم أعلن أن عرفة لا تختص بموقفه الذي وقف فيه، بل قال: (وقفت هنا وعرفة كلها موقف) وأرسل التي الناس أن يكونوا على مشاعرهم، ويقفوا بها فإنها من إرث أبيهم إبراهيم (٤).

وبعد أن دفع الرسول - صلى الله عليه وسلم - (بعد غروب الشمس وذهاب الصفرة) اتجه نحو مزدلفة والناس بين يديه لا يحدهم بصر بلغوا أكثر من مائة وعشرين ألفًا. وكان مردفًا خلفه على ناقته أسامة بن زيد، وكان يدعوا الناس في دفعهم التي الهدوء وعدم التزاحم فيقول: (أيها الناس عليكم السكينة فإن


(١) مغازي الواقدي ج ٣ ص ١١١٢.
(٢) مغازي الواقدي ج ٣ ص ١١٠٤.
(٣) زاد المعاد ج ١ ص ٤٦٢ ومغازي الواقدي ج ٣ ص ١١٠٤.
(٤) زاد المعاد ج ١ ص ٤٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>