إن مخالفة الأوامر في (أُحد) درس لا يُنسى عن نتائج كل مخالفة عسكرية للأوامر في الحرب، وإن نتائجها المعروفة كافية لغرس هذا الدرس في النفوس.
كما أخطأَ المسلمين خطأ لا يغتفر أيضًا في مطاردة المشركين بعد فرارهم من موضعهم وابتعادهم عن معسكرهم لكي يجمعوا الغنائم والأسلاب.
ولو أن المسلمين طاردوا المشركين إلى مسافة مناسبة لقضى على أكثرهم قتلًا وأسرًا ولأصبحت مخلفات المشركين في متناول أيديهم بعد القضاء على قواتهم الضاربة (١).
ترى أنعتبر بهذين الدرسين المفيدين في هذه الأيام نغض عن المتاع المادي مؤثرين عليه ما عند الله، فما عند الناس لا يبقى وما عند الله خير وأبقى.
- ٦ -
إن قصة حياة أبطال العرب والمسلمين وعلى رأسهم بطل الأبطال ورجل الرجال سيد القادات وقائد السادات محمد بن عبد الله صلوات الله وتسليمه عليه تبهر العقول والأبصار.
فهل ستصمت الأصوات المنكرة التي عملت جاهدة لتهدم تاريخنا وتراثنا لتستورد تاريخًا وتراثًا من وراء الحدود, أم على قلوب أقفالها؟
أما الذين هداهم الله، فسيقولون بفخر واعتزاز؛ :(أولئك آبائي فجئني بمثلهم).
(١) انظر تفاصيل غزوة أُحد في كتاب: الرسول القائد - لكاتب المقدمة.