للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتلك أغلى أمنية تتحقق للعدوّ الحريص على محو الإسلام وإلغاء شخصية الأمة الإسلامية.

إننا (بعون الله تعالى، وفي محاولة نرجو أن تكون موفقة لخدمة التاريخ الإسلامي) نضع الآن بين يديك أيها القاريء الكريم هذا الكتاب (غزوة أُحد) وهو الكتاب الثاني من سلسلة كتاباتنا عن (معارك الإسلام الفاصلة).

وإنك سترى في هذا الكتاب تفاصيل معركة رهيبة خاضها الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - بنفسه وأصيب فيها بجراحات بليغة، كما تعرضت فيها حياته الغالية للخطر، كما فقد - صلى الله عليه وسلم - في هذه المعركة الطاحنة، ساعده الأيمن فارس الفرسان وبطل الأبطال عمه (حمزة بن عبد المطلب) رضي الله عنه.

لقد صهر الله (في وقائع هذه المعركة الرهيبة) صحابة محمد والمنتسبين إلى دينه كما يصهر التبر في بوتقته (١) الحامية لنفي الخبث عنه وتصفيته:

{مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} (٢).

نعم لقد ذاق محمد - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه رضي الله عنهم (في هذه المعركة) حلاوة النصر ثم تجرعوا مرارة الهزيمة، كما أخذوا دروسًا قاسية من عواقب العصيان المريرة ومخالفة الخطط المرسومة للمعارك.


(١) البوتقة، الوعاء الذي يذيب الصائغ فيه المعدن.
(٢) آل عمران: ١٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>