للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسالة رجال الجيش المكي وصبرهم وثباتهم، وإنما كان نتيجة غلطة تعبوية جاءت من جانب خصومهم ... غلطة لم يكن لهم (أي المشركين) أي يد في إحداثها، سببت هذه الغلطة الشنيعة (وهي غلطة الرماة) تخريبًا خطيرًا في الخطة الحكيمة الدقيقة التي أدار المسلمون بموجبها دفة القتال.

مما أدى إلى ذلك التحول المفاجئ المذهل في سير القتال الذي يسر للمشركين:

١ - إيقاف سيل الهزيمة النازل بهم.

٢ - التمكن من تكبيد المسلمين خسائر فادحة في الأرواح.

٢ - إضاعة النصر الحاسم الذي سجله المسلمون في الصفحة الأولى من المعركة.

٤ - جعل المشركين (ظاهريًّا) في موقف الغالب المنتصر.

فأبو سفيان يعلم أن شيئًا من هذه الأمور الأربعة ما كان ليحدث لولا الغلطة الشنيعة التي ارتكبتها فصيلة الرماة التي انسحبت من مواقعها في الجبل قبل الوقت المحدد.

فالذي منع أبا سفيان من مهاجمة المدينة (في تلك اللحظة) وجعله لم يغتر بالنصر التي حصل عليه جيشه في الساعات الأخيرة من المعركة، هو يقينه بأن عناصر تحقيق مثل هذا النصر لم تكن موجودة أصلًا في جيش مكة.

وذلك أن هذا النصر إنما جاء نتيجة غلطة ارتكبها بعض الجيش الإسلامي، ومثل هذه الغلطة غير مضمون تكرارها ليحصل الجيش المكي

<<  <  ج: ص:  >  >>