وقد ذكر المفسرون وأصحاب السير، أن الطائفتين اللتين تأثرتا بوسوسة المنافقين، فهمتا بالتمرد على النبي، فوقاهما الله شر هذا التمرد، هما قبيلة بني سلمة من الخزرج وقبيلة بني حارثة من الأوس، وكلهم من الأنصار، وقد تولى الله أمر هاتين القبيلتين فدفع عنهما وسوسة الشيطان، فاستمرتا في الزحف ضمن جيش نبيهما وقاتلتا بشجاعة وإيمان وثبات حتى انتهت المعركة.
وقد أشار القرآن الكريم إلى النصر السريع الحاسم الذي حصل عليه المسلمون في الصفحة الأولى من المعركة، ثم الفشل المريع الذي منوا به فحول نصرهم إلى اندحار، بسبب عصيان الرماة وتركهم مواقعهم في الجبل مخالفين بذلك الخطة التي رسمها الرسول القائد للمعركة. فقال تعالى {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ}(أي تستأصلونهم بسلاحكم){بِإِذْنِهِ}(١)(وهذا إشارة إلى الهزيمة التي أنزلها المسلمون بجيش مكة في أول المعركة).
ثم أشار القرآن إلى حادثة اختلاف الرماة وتجادلهم مع قائدهم حول ترك مواقعهم في الجبل بعد انتصار المسلمين في أول المعركة، وتسبب هؤلاء الرماة في الفشل العسكري الكبير الذي أصاب المسلمين بعد تركهم مواقعهم في الجبل فقال تعالى: