للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآخرة (وهم الذين ثبتوا في الجبل حتى أبادهم فرسان خالد) ثم صرفكم عنهم (إشارة إلى الانتكاسة التي أصابت المسلمين) لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} (١).

وهذا يعني أن الله تعالى قد عفا عن الرماة الذين تمردوا على قائدهم وتركوا مواقعهم في الجبل فسببوا النكبة. وقد تحدث القرآن كذلك عن ثبات النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد الانتكاسة، وتحدث عن تفكك المسلمين وتبعثرهم على صعيد الهزيمة، والفزع الذي أصابهم، فقال تعالى:

{إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (٢).

وكان الرسول (بعد أن نزلت النكبة بالمسلمين وتفرقوا) قد ثبت مكانه في مقر القيادة يدعو المسلمين (وهو في مؤخرتهم) لينضموا إليه كما فصلنا ذلك في غير هذا المكان من الكتاب.

كذلك تحدث القرآن عن إشاعة مقتل النبي في المعركة وما ترتب على تلك الإشاعة من انهيار معنوي أصاب نفوس البعض من عسكر المسلمين الذين ألقى بعضهم السلاح عند سماع هذه الإشاعة، فقال تعالى مشيرًا إلى هذا ومذكرًا الجميع بأن محمدًا إنما هو بشر كغيره معرض للموت


(١) آل عمران ١٥٢.
(٢) آل عمران ١٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>