للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليس خالدًا في الدنيا، فحتى لو قتل في المعركة فإنه لا ينبغي لأتباعه أن يلقوا السلاح لقتله، بل عليهم أن يحملوا السلاح ويناضلوا به في سبيل الدعوة التي جاء بها محمد فآمنوا هم بها، والتي لا يمكن أن تقتل أو تموت بقتل أو موت محمد، فقال تعالى:

{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} (١).

كما أشار القرآن كذلك إلى تشوق المسلمين إلى القتال وهم بالمدينة، وإصرارهم على الخروج منها للقاء العدو خارجها، مخالفين بذلك رأي نبيهم الذي كان يرى التحصن بها ومقاتلة المشركين في شوارعها فقال تعالى:

{وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} (٢).

كذلك أشار القرآن الكريم إلى الذين انهزموا بعد الانتكاسة، وانسحبوا إلى المدينة ولم ينحازوا إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - في مقر قيادته في الشعب، فقال تعالى:

{إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ


(١) آل عمران ١٤٤.
(٢) آل عمران ١٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>