للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} (١).

كذلك نبه القرآن الكريم المسلمين إلى أن ما أصابهم من نكسات في أُحد إنما هو من فعل أنفسهم وسبب التصرف الخاطئ الذي تصرفه البعض منهم وهم الرماة، فقال تعالى:

{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ (يعني ما حدث لهم في أحد) قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} (٢).

ثم نبه القرآن المسلمين إلى أنه لا داعي للخوف والفزع من الموت، وإن كل إنسان لن يموت إلا بعد انقضاء أجله الذي قدره الله فقال تعالى:

{وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا} (٣) كذلك لفت القرآن نظر عسكر أحد من المسلمين إلى أنهم ليس أول عسكر مؤمن تعرضوا للبلايا والمحن مع أن نبيهم بينهم.

بل إن كثيرًا من النبيين الذين خلوا قد تعرضوا مع جندهم لكثير من النكبات والمصائب في المعارك التي خاضوها، ولكنهم لم يتضعضوا بل ثبتوا وقاتلوا مع أنبيائهم ولم يستكينوا ولم يهنوا لما أصاب مجموعهم من الجرح والقتل (حتى إن كان المقتول نبيهم) فقال تعالى يذكر عسكر أُحدُ الذين أُخذِوا وأصابهم الدهش لإشاعة مقتل نبيهم:

{وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي


(١) آل عمران ١٥٥.
(٢) آل عمران ١٦٥.
(٣) آل عمران ١٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>