للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (١٥٦) وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (١٥٧) وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ} (١).

كما تحدث القرآن كذلك عن المنافقين الذين قاموا بالإرجاف في المدينة بعد المعركة قائلين إن محمدًا لو كان نبيًّا ما انهزم وجرح فقال تعالى في حقهم:

{وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (٢).

كذلك أشار القرآن (في هذه الآيات) إلى الموقف النبيل الذي وقفه النبي - صلى الله عليه وسلم - من الذين عصوه وخالفوا أمره، فتسببوا في هزيمة الجيش بعد أن رأى النصر بعينه، وكذلك الذين تركوا ساحة المعركة (بعد الانتكاسة)، وكيف أن الله تعالى وفق الرسول (وهو القائد الأعلى للجيش) وفقه في ذلك الظرف العصيب، فلم يتشدد في عتب ولا توبيخ فضلًا عن العقوبة، فعامل هؤلاء المخالفين معاملة لين ورحمة، كانت من أسباب تأليف الجند والتفافهم حول قائدهم النبي الحكيم فقال تعالى:

{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ


(١) آل عمران ١٥٦ - ١٥٨.
(٢) آل عمران: ١٧٦

<<  <  ج: ص:  >  >>