للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أشار الأستاذ الإمام إلى أنه ما من أمة إلا وفيها الأقوياء والضعفاء في الإيمان وغيره.

والحقيقة أن هؤلاء الذين أشارت إليهم الآية قد يكونون من الذين لم يكونوا (في إيمانهم) على المستوى الذي عليه الآخرون إما لكون بعضهم حديث عهد بالإسلام، وأما لعلة أُخرى، وله في خلقه شؤون.

وكذلك أشار القرآن إلى الذين فكروا (بعد الانتكاسة وإشاعة مقتل النبي) في الاتصال بعمدة المنافقين عبد الله بن أبي ليطلب لهم الأمان من قائد عام جيش المشركين (أبي سفيان) فحثهم وحث المسلمين جميعًا على أن يكونوا (دائمًا) ذوي ثبات وإيمان، وأن لا يستسلموا لإرجافات المرجفين فقال تعالى:

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (١٤٩) بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ} (١).

كما أشار القرآن أيضًا (في هذه الآيات) إلى المنافقين الذين اغتبطوا وفرحوا لما أصاب المسلمين من امتحان في معركة أحد، فأخذوا يتشدقون في المدينة بأن المسلمين لو أطاعوهم ولم يخرجوا للقتال مع النبي لما قتلوا، وحذر القرآن المجاهدين من أن يكونوا مثل هؤلاء المنافقين، فقال تعالى:


(١) آل عمران ١٤٩ - ١٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>