للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرجع إلى قريش وقال: قد قتلت محمدًا، فازدادوا جرأة وصاح إبليس من العقبة (قتل محمد) فلما سمع المسلمون ذلك (وهم متفرقون) كانت الهزيمة ولم يلو أحد على أحد" أهـ.

وعلى كل حال كان لإشاعة مقتل النبي - صلى الله عليه وسلم - أثر كبير في اضطراب المسلمين وسريان الفوضى والارتباك داخل وحداتهم، مما ساهم في ارتفاع رصيد خسارتهم في الرجال ..

ج - تماسك المسلمين بعد الانتكاسة

لا شك أن الحركة المباغتة التي قام بها سلاح فرسان المشركين (أثناء القتال) قد أوقعت جمهرة جيش المدينة بين فكي (كماشة) نجح المشركون في إطباقها عليه من كل الجهات.

وكل جيش يقع فيما وقع الجيش الإسلامى (يوم أُحُد) يكون مصيره (غالبًا) إما السحق كاملًا، وإما استسلامه للأسر.

وإذا أضفنا إلى واقعة التطويق المباغت، تفوق الجيش المطوِّق على الجيش المطوَّق في العدد تفوقًا ساحقًا (حيث أن الجيش المدني المطوَّق لا يزيد عدده على خمسمائة مقاتل تقريبًا، بينما الجيش المكي المطوِّق لا يقل عدده عن ألفين وسبعمائة مقاتل، (على أقل تقدير) لوجدنا أنه يكاد يكون من المستحيل نجاة الجيش الصغير من قتل جميع رجاله أو استسلامهم عن آخرهم.

ولكن الذي حدث، هو خلاف ذلك، فقد تمكن المسلمون المطوَّقون من التغلب على جيش مكة المطوِّق، حيث كسروا الطوق الذي ضربه حولهم، ثم

<<  <  ج: ص:  >  >>