للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يفرقوا معها بين قوات عدوهم وبين قواتهم، فقتل بعضهم بعضًا، كما تحطمت معنويات الكثير منهم وأصبحوا لا يعرفون ما يصنعون.

إن هذه المباغتة أتاحت الفرصة لقريش للقضاء على المسلمين وإبادة قواتهم، ولكنهم لم يستطيعوا الاستفادة من موقفهم الممتاز هذا، فضيعوا هذه الفرصة السانحة لجعل معركة أحد حاسمة في نتائجها" اهـ.

٤ - إشاعة مقتل النبي

كذلك ساهمت إشاعة مقتل النبي - صلى الله عليه وسلم - في مضاعفة النكبة .. فمما لا جدال فيه أن قتل القائد العام (وخاصة في ذلك العصر) معناه الهزيمة للجيش.

ولهذا كان للإشاعة الكاذبة التي انتشرت بين المسلمين بأن نبيهم قد قتل، أثر مزلزل في نفوس كثير من أفراد الجيش الإسلامي، حتى إن بعضهم ألقى السلاح وكف عن القتال وفكر في الاتصال بقادة مكة للاستلام وطلب الأمان عند انتشار هذه الإشاعة.

وانهارت معنويات كثير من جند الإسلام ووقفوا حائرين لا يدرون ماذا يصنعون، حتى أن بعض المؤرخين يرون أن السبب الأكبر في انكسار المسلمين بعد الانتصار، هو انتشار إشاعة مقتل النبي - صلى الله عليه وسلم -.

فقد جاء في وفاء الوفا (للسمهودي) قوله):

"وقيل كان سبب الهزيمة أن ابن قمئة الليثي قتل مصعب بن عمير وكان مصعب إذا لبس لأمته (أي عدة حربه) يشبه النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما قتل ظن

<<  <  ج: ص:  >  >>