للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مائتي فرس انقض عليه فرسانها وضربوا حوله نطاقًا في سرعة مذهلة، فارتبك الجيش الإسلامي لهذه المفاجأة واضطربت صفوفه، ولا سيما بعد أن تراجع النهزمون من الجيش المكي وجمعوا شملهم.

قال اللواء الركن محمود شيت خطاب في كتابه (الرسول القائد) عن مبادئ المباغتة في المعارك.

"المباغتة من أهم مبادئ الحرب ومعناها ضرب العدو من مكان أو في زمان أو بأسلوب لا يتوقعه (١)، حيث يمكن تحطيم قوى العدو المادية والمعنوية، ثم قال الضابط العراقي (خطاب):

كان قيام خالد بن الوليد بالالتفاف وراء قوات المسلمين في الوقت الذي انهزم فيه المشركون مباغتة تامة للمسلمين فارتبكت صفوفهم بدرجة


(١) يروى التاريخ من أسباب الانتصارات الساحقة السريعة المذهلة التي سجلها القائد الفينيقي الشهير (هنيبال) على الرومان في المعارك الشهيرة التي خاضها ضدهم اختراع الركاب .. فقد كان الفرسان (إلى ما قبل عصر هنيبال) يقاتلون على الخيل دون أن يكون لسروجها ركاب، فكان (هنيبال) أول من اخترع فكرة الركاب، وأمر بصنعه لخيالته، وعندما التحموا مع الرومان تفوق فرسان هنيبال في ضرب السيف فكانت ضرباته أشد فتكًا من ضربات فرسان الرومان مما كان له أكبر الأثر في إنزال الخسائر الفادحة بالجيش الروماني وذلك أن فرسان هنيبال (بعد وضع الركاب في سروج خيلهما) إذا أرداوا أن يضربوا بالسيف اتكئوا بأرجلهم على الركاب فيساعدهم ذلك على تسديد الضرب بالسيف وهم ثابتون مما جعل ضرباتهم أكثر إصابة وأشد فتكًا، من ضربات فرسان الرومان الذين يقاتلون وأرجلهم معلقة في الهواء، فكان هذا السلاح البسبيط (الركاب) مفاجأة لخيالة الرومان ذهلوا لنتائجها، وقد فطن الرومان (بعد مدة من الزمن) لهذا الاختراع، فصنعوا الركاب لفرسانهم مثل فرسان هنيبال، والمهم أن المفاجأة حتى ولو كانت باختراع سلاح بسيط يكون لها أثرها الفعال في المعارك.

<<  <  ج: ص:  >  >>