للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولهذا كان العرب (في العصور الأولى) كثيرًا ما يتبعون خطط الكمائن وهي قوة تقوم بمفاجأة العدو ساعة المعركة، فتحدث هذه القوة الارتباك والفوضى في صفوف العدو (حتى وإن كانت هذه القوة صغيرة) ولما للمفاجأة من أثر سيئ في نفوس من تحدث ضدهم.

ولهذا كان لمباغتة خالد بن الوليد - التي مكنه من القيام بها (ضد جيش المدينة) انسحاب أكثر الرماة من الجبل - أثر مريع في نفوس الجيش الإسلامي الذي أذهلته المباغتة حينما شعر وهو في أوج نصره (وعلى حين غفلة) بالأرض ترجف من وراء ظهره من شدة وقوع حوافر


= فكانت الهزيمة الساحقة للجيش الفرنسي الذي لم يعرف (طيلة عشرين عامًا) سوى النصر والظفر، وكانت نهاية نابليون (بونابرت)، وكل ذلك حدث بسبب مباغتة حدثت لجيش نابيلون وهو في أوج نصره الذي لم يبق على تسجيله نهائيًا سوى رفع القائد الإنكليزي العلم الأبيض للاستسلام.
كذلك كان من أسباب هزيمة المسلمين في معركة بلاط الشهداء بفرنسا (في أول القرن الثاني الهجري) أن كوكبة من فرسان القائد الفرنسي (شارل مارتل) قامت بهجوم مباغت (بقيادة دوق أو كتانيا) على معسكر المسلمين من الخلف فحدث الاضطراب في صفوف المسلمين، وترك البعض منهم أماكنهم في الصفوف للدفاع عن المعسكر فأسرع القائد العام (عبد الرحمن الغافقي اليماني) لإعادة هؤلاء إلى أماكنهم ولكنه لم ينجح، ثم عاجله سهم من جانب العدو فخر صريعًا، وعند ذلك وقع الفشل الكامل داخل صفوف المسلمين، ثم نزلت بهم الهزيمة فانسحبوا في اتجاه إسبانيا بعد أن خسروا حوالي مائة ألف قتيل، لأن جيشهم كان عدده نصف مليون جندي، ويزعم المؤرخون الفرنسيون أن المسلمين خسروا في معركة (بلاط الشهداء) ثلاثمائة وستين ألف قتيل، وهذا (دونما جدال) مبالغة كبيرة، وقد كانت المباغتة التي قام بها فرسان شارل مارتل مقصوده قصد بها الفرنسيون إحداث الفوضى في صفوف المسلمين الذين كانوا يعصفون بصفوف جيش شارل مارتل وحلفائه من الإيطاليين والألمان والمجر وغيرهم من الأوروبيين ولقد كانت هزيمة المسلمين في معركة (بلاط الشهداء) بفرنسا أشنع هزيمة نزلت بالجيوش الإسلامية في أوربا.

<<  <  ج: ص:  >  >>