للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن الواقع الذي أيدته الأحداث، هو أن المكان الذي عسكر فيه الرسول بجيشه، كان أصلح مكان لأن يلاقي فيه المسلمون أعداءهم.

فتخطى النبي المشركين بجيشه واختياره المرابطة به في فم الشعب من أُحد، وتفضيله مقاتلة العدو في تلك المنطقة البعيدة عن المدينة، على مقاتلته في السهول الواسعة التي تقع بالقرب من المدينة (والتي تقع بين المدينة وأحد) يرجع إلى أسباب وجيهة عدة .. أهمها:

[صورة]

المؤلف على قمة جبل أحد، وقد ظهر أمامه جانب من الشعب الذي ظهرت فيه بعض المساكن الصغيرة، وعن شمال المؤلف ظهر (على بعد) الوادي الذي دارت فيه المعركة.

أن قوة المسلمين كانت صغيرة (بالنسبة لقوات المشركين) التي تبلغ أَكثر من أَربعة أَضعافها، وهذا القوة الصغيرة لو عسكر بها النبي في تلك السهول الواسعة - حيث لا تلال ولا جبال - لسهل على قوات أبي سفيان الضخمة تطويقها من جميع الجهات، لا سيما أن جيش مكة (علاوة على تفوقه الساحق في العدد والعُددَ) يمتاز على جيش المدينة بقوة سلاح الفرسان الكبيرة المنظمة التي يقودها رجال من أمهر القادة وأعرفهم بأساليب الحرب، والتي من أهم أعمالها التطويق والمطاردة.

<<  <  ج: ص:  >  >>