ونجاح القوات الكبيرة جدًّا في تطويق القوة الصغيرة جدًّا، وفي بلقع من الأرض - قبل المعركة أو بعدها - يكون (غالبًا) من أَهم أَسباب إبادة القوة المطوقة أو إجبارها على الاستسلام.
[صورة]
الممر الخطير الذي كلف الرسول صلى الله عليه وسلم الرماة بمهمة منع خيالة المشركين من اقتحامه لئلا يضربوا مؤخرة المسلمين، ويقع هذا الممر بين جبل الرماة (١) وجبل أحد (٢) انظر خارطة المعركة.
وهذا والله أعلم، من أهم العوامل التي جعلت الرسول - صلى الله عليه وسلم - كقائد عسكري مسئول - يختار المرابطة بجيشه في ذلك المرتفع من شعب (١) أُحد .. الذي بالمرابطة فيه جنّب جيشه خطَر التطويق في أَول المعركة، وساهم في تيسير إنقاذه بعد أن وقع أكثره في دائرة التطويق بعد الانتكاسة.
لأن النبي - بالمرابطة في الشعب من أُحد - قد احتل مركزًا حصينًا حيث أصبح جيش المسلمين في مكان تكتنفه هضاب جبل أُحد ونتوءاته، ولم يبق مفتوحًا (أمام المشركين) إلا فم الشعب المواجه لهم، وجزء من مدخل هذا الشعب، يقع يمين معسكر المسلمين في الناحية