للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلمين بعد تطويقهم التام" كما استدل اللواء الركن خطاب على ضعف شخصية القائد العام أبي سفيان بقوله:

"ولم تظهر شخصية هذا القائد في المعركة، كما كانت سيطرته ضعيفة (على ما يظهر) بدرجة أن نساء المشركين مثلن بشهداء المسلمين (دون رغبته) فلم يستطع أن يفعل شيئًا" اهـ.

٤ - عقدة الخوف عند جند مكة

كذلك كان للهزيمة السريعة المذهلة التي أنزلها الجيش الإسلامي بجيش مكة في الصفحة الأولى من المعركة أثر كبير في تخليص المسلمين من ورطة التطويق التي وقعوا فيها.

فقد لازم شبح هذه الهزيمة المخجلة جند أَبي سفيَّان حتى ساعة انتكاسة المسلمين مما أسهم في ترخية الطوق الذي وقع المسلمون داخله بعد الانتكاسة، مما يسر لهم الإفلات.

ذلك أن قوات المشركين قد لاقت الأهوال من جند الإسلام عندما أنزلوا بهم الهزيمة في أول المعركة، وشدو عليهم بقوة وعنف مما شحن نفوسهم فزعًا ورعبًا من المسلمين.

ولم ينقذهم من تدمير شامل وضياع أكيد إلا الغلطة الشنيعة التي ارتكبها رماة المسلمين بتركهم مواقعهم في الجبل قبل نهاية المعركة.

فبينما قلوب الآلاف المؤلفة من جند مكة تركض (فزعًا) بين جنوبهم، وهم ينهبون الأرض منهزمين، أمام بضع مئات من جند المدينة إذا بالمفاجأة المذهلة تسحب رؤوس المشركين من تحت مطارق الهزيمة التي كانت ستسحقهم لولا هذه المفاجأة.

<<  <  ج: ص:  >  >>